الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: فحياكم الله جميعاً أيها الإخوة الفضلاء! وأيتها الأخوات الفاضلات! وأسأل الله جل وعلا الذي جمعني مع حضراتكم في هذه اللحظات الطيبة على طاعته، أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته، ودار مقامته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ما زلنا نتحدث عن حقوق النبي صلى الله عليه وسلم علينا، وقلنا: إن من أعظم حقوقه علينا صلى الله عليه وسلم أن نصدق قوله؛ لأنه الصادق الذي لا ينطق عن الهوى، وبينت في اللقاء الماضي أن الذي شهد بصدق نبينا صلى الله عليه وسلم هو الله، وشهد الواقع بصدق محمد صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر به من الماضي والحاضر والمستقبل، فما من شيء أخبر به الصادق الذي لا ينطق عن الهوى إلا ووقع كما أخبر به دون زيادة أو نقصان.
وكنا قد توقفنا في اللقاء الماضي عند من يرد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوى أن العقل ينكر هذا القول! أو بدعوى أننا نعيش الآن عالماً علمياً متقدماً في جانب التكنولوجيا، فقد لا يصدق الواقع هذا القول! اللهم إلا إذا جاءنا الدليل على صدق كلام النبي صلى الله عليه وسلم من الشرق أو من الغرب، فحينئذ ترى الناس يعودوا مرة أخرى لتصديق كلام رسول الله!!