وأقسم بالله أن ما يحدث الآن هو خير للأمة؛ لأن الله يربي الأمة من السماء بهذه الأحداث، وإن رأينا الدماء تسفك والأشلاء تمزق فإن الله تعالى يقول: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران:140] وأنا أقول: لم أفهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الإمام أحمد والطبراني وغيرهما من حديث تميم الداري بسند صحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ليبلغن هذا الأمر -أي: هذا الدين- ما بلغ الليل والنهار، ولا يتركن الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر) ما فهمت هذا الحديث إلا بعد أحداث أمريكا؛ لأنه لا يوجد الآن بيت على وجه الأرض إلا وقد سمع بالإسلام! لقد تحدث زعماء الأرض كلهم عن الإسلام، وعن سماحته، وعن عظمته، وعن براءته من الإرهاب، وعن براءته من التطرف، فسمع كل أهل الأرض بالإسلام، فما من بيت إلا ودخل فيه خبر الإسلام، وما من بيت إلا وسمع عن الإسلام، إنها إرادة الله عز وجل، إنه تقدير الله تبارك وتعالى، فهذا الدين وعد الله بإظهاره، وبهذا التسلسل الذي لابد وأن يقع، كما نرى الشمس طالعة في وضح النهار؛ لأن الذي أخبر بذلك هو الصادق، وما من شيء أخبر به إلا ووقع كما أخبر به صلى الله عليه وسلم.