من دروس القصة العظيمة: أن القريب إذا مات على الكفر، لا يجوز الدعاء له بالمغفرة والرحمة، لأن الله سبحانه وتعالى قال: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ} [التوبة:113] بعدما ماتوا على الكفر {أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة:113].
وبعض الناس أحياناً يقولون: رحم الله فلاناً الفلاني ونحو ذلك، ويكون هذا معلوم كفره، وأنه مات على الكفر، أو مات تاركاً للدين بالكلية، ومع ذلك يترحمون عليه.
أحد الكُتَّاب قال: "وقال برناردشو رحمه الله" فهناك بعض الذين اجتالتهم الشياطين يخلطون الحق بالباطل، ويترحمون على الكفرة.
على أية حال: قد يكون الرجل اسمه محمد وأحمد وعبد الله وهو من أكفر الكفار، والمسألة مسألة عقيدة، فمن اعتقد شيئاً يُضاد دين الله سبحانه وتعالى فإنه كافر.
يقول أحد الناس: أنا أصلي احتياطاً، كيف احتياطاً؟ قال: إذا كان هناك يوم آخر صليت، وإذا لم يكن يوم آخر ما خسرت شيئاً، أي: أنه شاك في البعث.
وأحد الناس تدين ولده، وصار ملتزماً بشريعة الله، وأقبل على الصلاة والعبادة، ورافق أصحاب الصلاح والدين والخير، فلم يعجبه أبوه هذا التدين الشديد، فقال له: على رسلك تمهل، ليس إلى هذا الحد يا ولدي، لماذا؟ ما يدريك ربما لا يكون هناك شيء انظر هذه الكلمة، أي: ربما تعمل وتجتهد وفي الأخير ليس ثمة بعث ولا جزاء ولا حساب ولا جنة ولا نار، وهذه الكلمة كفر أكبر مخرج من الملة.
وكذلك الاستهزاء بالدين، أو سب أهل الدين لأجل دينهم، لا لأجل أشكالهم، أو أشخاصهم، وإنما لأجل دينهم فهذا كفر أيضاً.
وكذلك الرضا بالتحاكم إلى القوانين الوضيعة، واعتقاد جواز التحاكم إلى غير شريعة الله، كل هذا كفر أكبر مخرج عن الملة.
على أية حال! الأشياء التي تخرج من الملة متعددة ذكرها العلماء رحمهم الله، وجمعها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في نواقض الإسلام العشرة، إذا مات الرجل من هؤلاء لا يترحم عليه، ولا يدعى له بالمغفرة والرحمة، هذا أبو طالب الذي نصر الدين، ونصر النبي عليه الصلاة والسلام لا يجوز الاستغفار له.