الفائدة العشرون: أن الإنسان كلما كانت سابقته أقدم في الدعوة، وتقديمه أبكر من غيره كلما كان أفضل؛ ولذلك قال الله عز وجل: {لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [الحديد:10] أي: الذي أنفق في وقت غربة الدين وضعف المسلمين، وفي المرحلة المكية، وأنفق في وقت الاضطهاد، وفي وقت الحاجة الماسة، لما كان الناس لا يجدون شيئاً، وكان المسلمون في غاية الشدة والعسر، فهذا لا شك أن بذله أكثر أجراً ممن بذل في وقت الرخاء والسعة.
ولذلك فإنه كلما أمكن الإنسان أن يبكر بالتقديم والعطاء والدعوة في سبيل الله يكون أجره أكبر -ولا شك في ذلك- وكلما كان العطاء في وقت الشدة، وفي وقت مبكر يكون أفضل قال تعالى: {لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا} [الحديد:10] وكلهم له أجر {وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [الحديد: 10].