عقيدة أهل السنة على أن الفاسق من أهل القبلة مؤمن ناقص الإيمان، أو هو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، فلا يعطى الاسم المطلق، ولا يسلب مطلق الاسم فينفى عنه الإيمان بالكلية، وإنما يقال: مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بإيمانه وما معه من التصديق، فاسق بكبيرته ومعصيته.
والكفر والفسوق والعصيان والظلم والنفاق والشرك والجهل منه ما يخرج من الملة، ومنه ما هو دون ذلك، فهناك كفران: كفر أكبر يخرج من الملة، وكفر دون كفر، وكذلك النفاق والشرك وغير ذلك.
والحد الفاصل بين النوعين هو ما يترتب على الفعل من الخلود في النار، فإن ترتب الخلود في النار فهو كفر أكبر، وإن كان لا يترتب عليه الخلود في النار فهو كفر دون كفر، وفسق دون فسق، وظلم دون ظلم، ونفاق دون نفاق، وشرك دون شرك.
فهناك مجموعة من الأدلة تثبت أن المؤمن تضره المعصية وتنقص من إيمانه، وإن استحق دخول النار، لكنه إن مات على التوحيد لا يمكن أن يخلد في النار، فأهل النار نوعان: منهم من يخلدون في النار كسائر المشركين والكفرة الذين كفروا بالله تبارك وتعالى، وأشركوا معه غيره.
أما الطائفة الأخرى، فهم الذين لا يخلدون في النار، وهم أهل التوحيد الذين لم يشركوا بالله تبارك وتعالى شيئاً، ولكن لهم ذنوب كثيرة فاقت سيئاتهم، وغلبت على حسناتهم، وخفت موازينهم، فأولئك يدخلون النار ويبقون فيها أمداً يعلمه الله تبارك وتعالى، ثم يخرجون منها إما بشفاعة الشافعين، أو برحمة الله تبارك وتعالى، حتى إن الله عز وجل بمحض رحمته ومشيئته يخرج أقواماً لم يعملوا خيراً قط، لكن هم من أهل التوحيد، ولا يخرج من النار إلا من مات على التوحيد: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} [المائدة:72]، ولذلك كانت كثير من النصوص تثبت أن من فعل هذه الذنوب، فإنه يتوعد بدخول النار.