وقد علق الدكتور عبد الحميد أبو سليمان -أيضاً- على بحث قضية المنهج للدكتور جعفر شيخ إدريس، وتكلم عن قضايا التنظير ومعادلة التنظير في الفكر الإسلامي بأن القول بالمرحلة المكية وأنها كانت عرضاً للعقيدة فحسب قول غير صحيح، ثم ذكر أدلة تثبت أن القرآن المكي اشتمل على قضايا أخرى غير العقيدة، مثل قوله تعالى: {إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق:6 - 7] وقوله تعالى: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} [الهمزة:3] وقوله تعالى: {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ} [القلم:14] وقوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} [الماعون:1 - 2]، إلى آخره.
ثم قال: الذي أريد أن أقوله هو أن سيداً رحمه الله كان منهجه يتلخص في الجمع بين الثقافتين، واتساع هذه الثقافة، والتدرج في التنظير، وعرض معالم الصور الجديدة.
فهو يعتذر عن بعض الملاحظات التي أخذت بأنها كانت من باب التفرد في التنظير.
يقول: وأي فهم لفكر سيد خارج هذا النطاق هو خطأ وقع فيه تلامذة ابن تيمية الذي كان قمة في التنظير.
يعني: كما وقع بعض تلامذة ابن تيمية في ذلك كذلك وقع في شيء من هذا تلامذة سيد قطب رحمه الله.
يقول: فحين يأتي تلامذته ويرددون أفكاره دون استخدام منهجه، وينادون بالعزلة فهذا خطأ، ولقد أردت التنبيه لإحسان فهم سيد من خلال منهجه، وليس من خلال أفكار بعض الذين يتحدثون عنه.