ما اختلف فيه الصحابة لا يدخل في مسائل العقيدة

Q هل هناك ترجيح في قولي الرؤية المختلف فيها؟

صلى الله عليه وسلم أن المسائل إذا اختلف فيها الصحابة رضوان الله عليهم، واختلف فيها من دونهم، لم تعد من الأمور التي يجب اعتقادها، وإنما ندرس القولين فيها، ولا يمكن أن نخطئ ابن عباس ولا أن نخطئ عائشة، وقد جاء في حديث أبي ذر في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (نور أنّى أراه) ، وهذا الحديث محتمل للمذهبين معاً، وكذلك جاء في بعض طرقه: (رأيت نوراً) وهذا يقتضي أنه رأى نور الله سبحانه وتعالى، ويقتضي أنه لم ير رؤية إحاطة؛ لأنها أصلاً مستحيلة.

وقد ذكرنا من قبل أنه ليس للسلف مذهب واحد في مثل هذه الأمور، وإنما لهم فيها خلاف، والجميع لا يخرج عن مذهبهم، لكن لا يسمى عقيدة، وإلا لوجب على كل مكلف أن يعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعيني رأسه ليلة المعراج أو أنه لم يره، وهذه من الأمور التي لا تجب، ولم يبينها الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نمتحن الناس بها ونجعلها عقيدة لازمة، وقد بينا من قبل أن العقيدة اللازمة هي: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره؛ على سبيل الإجمال وعلى سبيل التفصيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015