وهذا من أوهام شريك عندي، والصواب رواية الأسود إن كانت محفوظة عن عمارة في هذه الجملة؛ لأنها لم ترد عند الثقات كما يأتي. وقال الحافظ في "الفتح" (10/ 329-330) عقبها:

"فلعلها تصحفت"!

وأقول: بل الأقرب أنها من شريك نفسه - وهو ابن عبد الله القاضي -؛ فإنه سيىء الحفظ، فاضطرب في ضبط هذه الجملة، فقال مرة:

"والله". وأخرى:

"وأبيه".

وقد تابعه فيها في القضية الثانية: ابن فضيل عن عمارة بلفظ:

جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! أي الصدقة أعظم أجراً؟ قال:

"أما - وأبيك! - لتنبأنه: أن تصدق ... " الحديث.

أخرجه أحمد (2/ 231) : حدثنا محمد بن فضيل به.

وأخرجه مسلم (3/ 93) : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا: حدثنا ابن فضيل به.

ومن هذا الوجه رواه البخاري في "الأدب المفرد" (778) .

وخالفهم أحمد بن حرب فقال: حدثنا محمد بن فضيل به؛ دون قوله:

"أما - وأبيك! - لتنبأنه".

أخرجه النسائي (2/ 125) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015