الأول: عن عبيد بن واقد قال: حدثنا بشر بن عبد الله القيسي قال: حدثنا أبو داود، عن البراء بن عازب مرفوعاً.
أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (215/ 2) ، والضياء في "الأحاديث والحكايات" (12/ 147/ 2) وقال:
"أظن أن أبا داود هذا نفيع الأعمى".
قلت: هو كذلك؛ فقد أخرجه من هذا الوجه ابن عدي (255/ 1) فقال: "عن أبي داود الدارمي". وكذلك في رواية الأصبهاني.
والدارمي: هو نفيع بن الحارث - كما في "تهذيب التهذيب" -، وهو كذاب.
والآخر: يرويه هارون بن زياد الحنائي: حدثنا سعد بن عبد الرحمن: حدثنا عمر بن موسى، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعاً به.
أخرجه الديلمي (5/ 329) .
قلت: وهذا موضوع؛ آفته عمر بن موسى - وهو الوجيهي -؛ قال ابن عدي وغيره:
"يضع الحديث". قال المناوي:
"وفيه هارون بن زياد؛ قال الذهبي: قال أبو حاتم: له حديث باطل. وقال ابن حبان: كان ممن يضع".
قلت: هذا الوضاع ليس هو راوي هذا الحديث؛ لأن هذا متقدم الطبقة، يروي عن الأعمش، وأما الراوي له؛ فهو متأخر عنه كما ترى، وهو الحنائي، والوضاع لم ينسب هذه النسبة، وقد فرق بينهما الحافظ، فذكر هذا بعد الوضاع وقال:
"أبو موسى من أهل المصيصة ... ذكره ابن حبان في (الثقات) ".