وللحديث طريقان آخران عن ابن عباس، وشاهد من حديث عائشة رضي الله عنهما.
أما الطريق الأول، فأخرجه أبو الشيخ في " التاريخ " (ص 177) عن عيسى بن
إبراهيم قال: حدثنا سليمان بن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح عنه.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا. سليمان هذا، هو القافلاني؛ قال الذهبي:
" متروك الحديث، بصري مقل ".
وعيسى بن إبراهيم، الظاهر أنه ابن طهمان الهاشمي، وهو متروك أيضا.
وأما الطريق الآخر، فأخرجه عبد العزيز الكناني في " حديثه " (ق 237/1) ،
وأبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " (ق 212/2) عن خارجة بن مصعب عن
عبد المجيد بن سهل عن محمد بن عباد بن حفص عنه.
قلت: وهذا كالذي قبله في الضعف. خارجة بن مصعب، قال الحافظ:
" متروك، وكان يدلس عن الكذابين، ويقال: إن ابن معين كذبه ".
ومحمد بن عباد بن حفص لم أعرفه.
وأما الشاهد، فأخرجه ابن عدي (294/2 و6/160 - ط) عن محمد بن عبد الملك
الأنصاري: حدثنا عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة مرفوعا به وقال:
" وهذا غير محفوظ، ومحمد بن عبد الملك كل أحاديثه مما لا يتابعه الثقات عليه
، وهو ضعيف جدا ".
قلت: وبالجملة فالحديث ضعيف، لشدة ضعف طرقه وشاهده.