والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (3/152) من طريق الخلال هذه،
وقال:
" فيه مجاهيل ".
وتعقبه السيوطي في " اللآلىء " 0 3/332) بأن له طرقا أخرى عن أنس.
قلت: لكن لا يصح منها شيء، وألفاظها مختلفة جدا كما يتبين للقارىء بالاطلاع
عليها في رسالة السيوطي المطبوعة في " الحاوي للفتاوي " (2/455 - 472) ، بحيث
لا يمكن القول بأن متنا معينا منها بعينه حسن لغيره. غاية ما في الأمر، أن
هذه الروايات وغيرها مما روي تلتقي كلها على الاعتراف بوجود الأبدال، ويشهد
لذلك استعمال أئمة الحديث كالشافعي وأحمد والبخاري وغيرهم لهذا اللفظ،
فنجدهم كثيرا ما يقولون: فلان من الأبدال. ونحوذلك.
وأما عددهم ومكانهم، فالروايات مضطربة جدا، لا يمكن الاعتماد على شيء منها
؛ ولذلك قال ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " (11/441) في حديث الأبدال:
" الأشبه أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ". والله أعلم.
والحديث عزاه السيوطي في " الجامع " للمصدرين المذكورين أعلاه، وكذا في "
الحاوي " (2/203) ، وسكت عليه!
ومن طرق الحديث ما رواه ابن عدي (5/220 - 221) ، والديلمي أيضا (2/1/23)
من طريق العلاء بن زيدك عن أنس مرفوعا بلفظ:
" البدلاء أربعون، اثنان وعشرون بالشام، وثمانية عشر بالعراق، كلما مات
واحد منهم، بدل الله مكانه آخر، فإذا جاء الأمر، قبضوا كلهم ".