فقال الشوكاني:
" فيه دليل على جواز تعليم النساء الكتابة، وأما حديث: " ولا تعلموهن
الكتابة.. "، فالنهي عن تعليم الكتابة في هذا الحديث محمول على من يخشى من
تعليمها الفساد ".
أقول: هذه الخشية لا تختص بالنساء، فكم من رجل كانت الكتابة عليه ضررا في
دينه وخلقه، أفينهى عن الكتابة الرجال أيضا للخشية ذاتها؟ !
ثم إن التأويل فرع التصحيح، فكأن الشوكاني توهم أن الحديث صحيح، وليس كذلك
كما علمت، فلا حاجة للتأويل إذن.
وأعجب من ذلك أن ينقل كلام الشيخين المذكورين من طبع تحت اسم كتابه: " حافظ
العصر ومحدثه.. مسند الزمان ونسابته ... " (?) ثم يقرهما على ذلك، ولا
يتعقبهما بشيء مطلقا مما يشير إلى حال الحديث وضعفه، بل وضعه، وإنما يسود
صفحات في تأويل الحديث والتوفيق بينه وبين حديث الشفاء، بل ويزيد على ذلك
بأن أورد آثارا - الله أعلم بثبوتها - عن عمر وعلي في نهي النساء عن الكتابة،
ويختم ذلك بقوله، وذلك في كتابه " التراتيب الإدارية " (1/50 - 51) :
ولله در السباعي حيث يقول:
ما للنساء وللكتا * * * بة والعمالة والخطابة
هذا لنا، ولهن منا * * * أن يبتن على جنابة!