ابن حبان كيف أخرجه في " صحيحه " وقد قال في زياد: " يضع الحديث " كما عرفت؟
! فلعله توهم أنه غيره.
والحديث ذكره في " الجامع الصغير " من رواية البيهقي فقط، وتعقبه المناوي
بقوله:
" وقضية صنيع المصنف أن البيهقي خرجه وسكت عليه، والأمر بخلافه، بل أعله
فقال عقبه: " في هذا الإسناد ضعف ". اهـ. وقد تساهل في إطلاقه عليه الضعف،
وحاله أفظع من ذلك، فقد قال الهيثمي وغيره: " فيه زياد بن المنذر وهو كذاب
". اهـ، فكان ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب ".
قلت: يعني أن السيوطي كان يجب عليه حذفه وفاء بشرطه في أول الكتاب أنه صانه
مما تفرد به كذاب أووضاع. وهذا الشرط قد أخل به السيوطي عشرات المرات،
وكتابنا هذا هو الوحيد في الكشف عن ذلك، ولكن إذا كان المناوي يرى أن هذا
الحديث موضوع - وهو الصواب - فلماذا رجع عن ذلك في كتابه الآخر " التيسير "
فقال فيه مقلدا للبيهقي:
" رواه البيهقي عن أبي برزة ثم قال: إسناده ضعيف "؟ !
وقد نسبه بسبب قوله هذا إلى التساهل كما رأيت. فتأمل.
ثم أخرج أبو يعلى بهذا الإسناد عن أبي برزة مرفوعا:
" إن بعدي أئمة إن أطعتموهم أكفروكم، وإن عصيتموهم قتلوكم، أئمة الكفر،
ورؤس الضلالة ".
وقال الهيثمي (5/238) :
" رواه أبو يعلى والطبراني، وفيه زياد بن المنذر، وهو كذاب متروك ".
1497 - " خصال لا تنبغي في المسجد: لا يتخذ طريقا، ولا يشهر فيه سلاح، ولا ينبض
فيه بقوس، ولا ينثر فيه نبل، ولا يمر فيه بلحم نيء، ولا يضرب فيه حد،
ولا يقتص فيه من أحد، ولا يتخذ سوقا ".