قلت: وهذه مكابرة أخرى؛ فإن سياق كلام ابن حبان إنما يعني: أنه تركه لشهرته بالنكارة؛ ولذلك تابعه النقاد الثلاثة الذين سبق ذكرهم، وكأنه لا يعلم الكتب المؤلفة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة مثل " المقاصد الحسنة " وغيره مما هو معلوم لدى المبتدئين بالعلم. وصدق الله إذ يقول: {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} .

ومن أكاذيبه تمويهاً على قرائه أنه قال عن ابن حبان: أنه ذكر جملة من الحديث نحو عشرة أسطر.. والواقع أنها سطران إلا قليلاً!

وأما المتابعة التي أشار إليها فستعلم نبأها قريباً إن شاء الله، وأنها لا تساوي شيئاً.

5 - هلال بن عبد الرحمن: قال العقيلي:

" منكر الحديث ".

ثم ذكر له ثلاثة أحاديث، منها هذا بطرفه الأول، ثم قال:

" كل هذا مناكير لا أصول لها ".

وأقره الحافظ في " اللسان "، ومن قبله الذهبي في " الميزان " وقال:

" الضعف على أحاديثه لائح؛ فليترك ".

وعارضهم الغماري - كعادته، وخالف القواعد العلمية - فقال (ص 41) :

" وهو كلام مردود على العقيلي بوجود الأصول، والمتابعات الكثيرة له على هذا الحديث ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015