ولداود بن أبي هند حديث آخر، يرويه عن عباس بن عبد الرحمن عن كندير بن سعيد عن أبيه قال:

حججت في الجاهلية، فإذا أنا برجل يطوف البيت وهو يقول:

رب رد إلي راكبي محمدا........رده لي واصطنع عندي يدا!

قلت: من هو هذا؟ قالوا: هذا عبد المطلب بن هاشم، ذهبت إبل له فأرسل ابنه في طلبها، فاحتبس عليه، ولم يرسله قط في حاجة إلا جاء بها. قال:

فما برحت أن جاء النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء بالإبل معه، فقال: يابني! لقد حزنت حزناً لا يفارقني أبداً.

أخرجه أبو يعلى في "مسنده الكبير" (3/136/1242 - المقصد العلي) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (6/78/5524) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (1/281/1 -2) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (2/20 -21) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف، لجهالة العباس هذا - كما تقدم - ومثله شيخه كندير، فإنه لا يعرف إلا برواية هذا المجهول عنه. ومع ذلك ذكره ابن حبان في "الثقات" (2/342) ، وهذا من تساهله المعروف، بل ومن مخالفته لبعض

شروطه فيه - كما نبهت عليه في كتابي "تيسر الانتفاع" يسر الله نشره -.

وينبغي أن يلحق به أبوه سعيد، فإنه لا يعرف إلا من هذا الوجه، وتساهل ابن حبان أيضاً، فذكره في "الصحابة" (3/156) ، ولذلك قال الحافظ في "الإصابة" - بعد أن ذكر له هذا الحديث -.

"قلت: لم أره في شيء من طرق حديثه أنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم بعد البعثة، فالله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015