«مَقْطُوعَة» بـ «مُنْقَطِعَة» عَلَى اصْطِلاحِ الْبَعْضِ، وَإِلا فَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ بِهِ «مَوْقُوفَةً عَلَى التَّابِعِيِّ» ، فَالأَمْرُ أَشْكَلُ.
هَذَا، وَقَدْ ذَكَرَ السَّخَاوِيُّ قَبْلَ ذَلِكَ شَاهِدَيْنِ آخَرَيْنِ مَرْفُوعَيْنِ مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ حَدِيثِ التَّرْجَمَةِ، وَلَكِنْ فِيهِمَا مَتْرُوكَانِ، وَلِذَلِكَ لَمْ يُعَرِّجْ السَّخَاوِيُّ نَفْسَهُ عَلَيْهِمَا فِي الاسْتِشْهَادِِ بِهِمَا. واللهُ أَعْلَمُ.
5544 - «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَمُدِّنَا، وَفِي مَكَّتِنَا وَفِي مَدِينَتِنَا، وَفِي شَامِنَا وَفِي يَمَنِنَا» ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَفِي الْعِرَاقِ وَمِصْرَ، فَقَالَ: «هُنَاكَ يَطْلَعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ، وَثَمَّ الزَّلازِلُ وَالْفِتَنُ» .
مُنْكَرٌ بِذِكْرِ مِصْرَ. أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ «مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ» (ص 266) مِنْ طَرِيقِ أَبِي فَرْوَةَ يَزِيدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الرُّهَاوِيِّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنِي أَبُو رَزِينٍ الْفِلِسْطِينِيُّ عَنْ أبِي عُبَيْدٍ حَاجِبِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعَاً.
قُلْتُ: وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ مُسَلْسَلٌ بِالْعِلَلِ:
[الأُولَى] أبُو فَرْوَةَ هَذَا، أَوْرَدَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي كِتَابِهِ (4 / 2 / 288) بِرِوَايَتِهِ عَنْ جَمْعٍ عَنْ غَيْرِ أَبِيهِ، ثُمَّ قَالَ: كَتَبَ إِلَى أَبِي وإلَيَّ، وَلَمْ يَزِدْ! .
[الثانيةُ] أَبُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الرُّهَاوِيِّ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
[الثالثة] يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ الرُّهَاوِيُّ ضعيف، كما فِي «التقريب» .