قلت: وقد بين وجه الغرابة: الحافظ ابن كثير فقال في «التفسير» :
«وفيه غرابة من حيث ذكر نزول هذه الآية، والسورة بكمالها مكية، والله أعلم» .
قلت: وإسناده ضعيف؛ لضعف طريف. لكن يقويه أن له شاهداً من حديث
ابن عباس؛ يرويه سماك عن عكرمة عنه قال:
كانت الأنصار بعيدةً منازلُهم من المسجد، فأرادوا أن يقتربوا، فنزلت:
"ونكتب ما قدموا وآثارهم".
قال: فثبتوا.
أخرجه ابن ماجه (785) ، وابن جرير أيضاً.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم؛ لكن تكلم بعضهم في سماك،
لا سيما في روايته عن عكرمة. ومع ذلك قال المنذري في «الترغيب» (1/27/ 10) :
«رواه ابن ماجه بإسناد جيد» ! وقواه الحافظ في «الفتح» !
فالحديث بمجموع الطريقين صحيح، لا سيما وله شواهد أخرى مختصرة،
دون ذكر الآية.
منها: عن أنس رضي الله عنه قال:
أراد بنو سَلِمة أن يتحولوا إلى قرب المسجد، فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أن تعرى
المدينة وقال:
«يا بني سَلِمة! ألا تحتسبون آثاركم؟!» . فأقاموا.
أخرجه البخاري (655 و 6 65 و 1887) ، وابن ماجه (784) ، والبيهقي في
«شعب الإيمان» (3/66/2887) ، وأحمد (3/106 و 182 و 263) .