"لا يعتد بحديثه ما كان من حديث بقية، ويحيى بن سعيد دونه؛ بل يعتبر
بحديثه من رواية الثقات عنه ".
قلت: وذلك لأمرين:
الأول: أن بقية قد صرح بالتحديث كما عرفت، وإنما يخشى من عنعنته،
وقد زالت.
والآخر: أنه قد تابعه إسماعيل بن عياش قال: ثنا محمد بن عبد الرحمن الحميري به، ولفظه:
" كان إذا أتى بيت قوم أتاه مما يلي جداره، ولا يأتيه مستقبل بابه "
أخرجه أحمد أيضاً، وكذا ابنه عبد الله بإسنادهما السابق: ثنا الحكم: ثنا
إسماعيل بن عياش به.
وهذا إسناد صحيح؛ فإن ابن عياش ثقة في روايته عن الشاميين، وهذه منها؛
فإن محمد بن عبد الرحمن هذا- وهو ابن عِرْق، شامي حمصي- قال دُحيم:
"ما أعلمه إلا ثقة".
ووثقه ابن حبان أيضاً كما تقدم.
وقد رواه من طريقه الطبراني في "الكبير" بلفظ: عن عبد الله بن بسر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا تأتوا البيوت من أبوابها، ولكن ائتوها من جوانبها فاستأذنوا، فإن أذن
لكم فادخلوا؛ وإلا فارجعوا ".