وسكت الهيثمي عن هذه العلة

، فقال في " المجمع " (3 / 16) : " رواه البزار، ورجاله ثقات "!

قلت: وإنما نسبت المخالفة إلى البزار، وليس إلى شيخه العباس بن عبد الله

الراوي عن أبي المغيرة مباشرة لأن البزار قد تكلم فيه، بخلاف شيخه - وهو

المعروف بالترقفي - فإنه ثقة حافظ. ولأبي المغيرة عن صفوان شيخ آخر، فقال

صفوان: حدثني أبو زياد يحيى بن عبيد الغساني عن يزيد بن قطيب عن معاذ أنه كان

يقول: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال: " لعلك أن تمر

بقبري ومسجدي، قد بعثتك إلى قوم رقيقة قلوبهم، يقاتلون على الحق (مرتين) ،

فقاتل بمن أطاعك منهم من عصاك، ثم يفيئون إلى الإسلام، حتى تبادر المرأة

زوجها، والولد والده، والأخ أخاه، فانزل بين الحيين: السكون والسكاسك "

. أخرجه أحمد أيضا، والطبراني (20 / 89 - 90) والبيهقي (9 / 20) . قال

الهيثمي (10 / 55) بعد أن عزاه للأولين: " ورجاله ثقات، إلا أن يزيد بن

قطيب لم يسمع من معاذ ". قلت: وهذا النفي مأخوذ من أنه روى عن أبي بحرية فقط

، لم يذكروا أنه روى عن معاذ، اللهم إلا ابن حبان، فقد أورده في التابعين من

" ثقاته " (5 / 544) ، فقال: " عن معاذ، كنيته أبو بحرية ". كذا وقع فيه،

ولعله اعتمد في جزمه بأنه روى عن معاذ على رواية أحمد هذه، فالله أعلم.

وأما قوله: " كنيته أبو بحرية "، فقد وقع ذلك في بعض نسخ " الثقات " كما ذكر

المعلق عليه، والظاهر أنها غير صحيحة، فإن (أبو بحرية) كنيته عبد الله بن

قيس كما في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015