قلت: لكن لحديثه شواهد:

1 - حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا بلفظ: " رأيت عمرو بن عامر يجر قصبه

في النار وكان أول من سيب السائبة وبحر البحيرة " أخرجه أحمد (2 / 275 و 366

) والبخاري (6 / 400 و 8 / 213 - فتح) ومسلم (8 / 155) وابن أبي عاصم في

الأوائل (5 / 2) وليس عندهم " وبحر البحيرة "، وأما قول الحافظ: " زاد

مسلم: وبحر البحيرة وغير دين إسماعيل ".

قلت: فأظنه وهما منه، فإنه ذكره في مكان آخر (6 / 399) من رواية ابن إسحاق

في " السيرة الكبرى " فقط لم ينسبها لغيره ولا وجدتها في مكان آخر، وهو في "

السيرة النبوية " لابن هشام (1 / 78 - 79) هكذا: قال ابن إسحاق: وحدثني

محمد بن إبراهيم بن الحارث التميمي أن أبا صالح السمان حدثه أنه سمع أبا هريرة

يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأكثم بن الجون الخزاعي: " يا

أكثم! رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار، فما رأيت رجلا

أشبه برجل منك به، ولا بك منه ". فقال أكثم: عسى أن يضرني شبهه يا رسول

الله؟ قال: " لا، إنك مؤمن وهو كافر، إنه كان أول من غير دين إسماعيل،

فنصب الأوثان وبحر البحيرة وسيب السائبة ووصل الوصيلة وحمى الحامي ".

وأخرجه ابن أبي عاصم في " الأوائل " (ق 9 / 2 رقم الحديث 192 - منسوختي) .

قلت: وهذا إسناد حسن، فهو شاهد قوي لحديث الترجمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015