فقال عليّ: "ألا تخرج معي إلى هؤلاء القومِ فتعينني"؟
قال: بلى، إن رضيتَ بما أعطيكَ.
قال عليٌّ: "وما هو"؟
فقال الشيخ: يا جارية؟ هَاتِ سَيْفِي. فأخرجَتْ إليه غمدًا، فوضَعَتْهُ في حجرِهِ، فاسْتَلَّ منه طائفةً، ثم رفَعَ رَأْسَة إلى عليّ - رضي الله عنه -، فقال: إنَّ خَلِيلَيَ - عليه السلام - وابنَ عَمّكَ عَهِدَ إليَّ: إذا كانت فتنة بين المسلمين أَنْ أتَّخِذَ سَيْفًا من خشَبٍ، فهذا سَيْفِي؛ فإن شِئْتَ خَرَجْت به معَكَ.
فقال عليّ - رضي الله تعالى عنه -: "لا حَاجَةَ لنا فِيكَ ولا في سَيْفِكَ". فرجَعَ من بابِ الحُجْرَةِ، ولم يَدْخُلْ".
حسن صحيح. أخرجه أحمد في "المسند" (5/ 69) أو رقم (20727 - قرطبة)، والترمذي (2204) -مختصرًا- وابن ماجه (3960)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 45)، وفي "التاريخ الأوسط" (1/ 187)، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/ رقم: 863 و 866)، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/ 526 - ط. الباز) أو (1/ 58 - ط. الغرباء)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/ 312/ رقم: 932)، والمزي في "تهذيب الكمال" (3/ 385 - 386)، وابن الأثير في "أسد الغابة" (1/ 162).
من طريق: عبد الله بن عبيد به.
قال الترمذي: "وفي الباب عن محمد بن مسلمة، وهذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن عُبيد" اهـ.
قلت: لم يتفرد به عبد الله بن عبيد -كما سيأتي-.
وإسناده هنا فيه ضعف.
عبد الله بن عبيد الديلي -وذهب بضعهم إلى أنه الحميري المؤذن-، قال الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (1/ 70 - 751/ رقم: 564 - البشائر) - بعد ذكر تجهيل الحافظ محمد بن علي الحسيني له- قال: "فرقٌ بينه وبين عبد الله بن عبيد الحميري الذي أخرج له الترمذي والنسائي وابن ماجه، وجمع