قالت: "فما شيءٌ بلَغَنِي عن أهل الذّمّةِ، يتحدّثونه؛ يقولون: ذو الثُّدَيّ، وذو الثُّدَيّ"؟
قال: قد رأيتُه وقمتُ مع عليّ عليه في القتلى، فدعا الناسَ، فقال: "أتعرفون هذا"؟
فما أكثر من جاء يقول: قد رأيتُه في مسجد بني فلان يصلّي، ورأيتُه في مسجد بني فلان يصلي، ولم يَأْتوا فيهِ بثَبْتٍ يُعْرَفُ إلا ذلك.
قالت: "فما قول عليّ حين قام عليه كما يزعم أهل العراق"؟
قال: سمعتُه يقول: "صَدَقَ اللهُ ورسولُه".
قالت: "هل سمعتَ منه أن قال غير ذلك"؟ قال: اللهمَّ لا.
قالت: "أجل؛ صدقَ اللهُ ورسولُه، يرحمُ اللهُ عليًّا؛ إن كان من كلامه لا يرى شيئًا يعجبُه إلا قال: صَدَقَ اللهُ ورسولُه؛ فيذهبُ أهلُ العراق يكذبون عليه في الحديث".
صحيح. أخرجه أحمد في "المسند" (1/ 86 - 87) أو رقم (656 - شاكر) وأبو يعلى في "مسنده" (1/ 367 - 370/ 474) والحاكم (2/ 151 - 153) والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/ 179 - 180).
مق طريق: يحيى بن سليم به.
وهذا إسناد صحيح، كما قال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (7/ 281) والعلامة المحدث أحمد شاكر في تحقيقه على "المسند" والألباني في "الإرواء" (رقم: 2459).
* * *
310 - عن الإمام التقي الورع عبد الله بن المبارك -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- أنه قال: "الإسنادُ عندي من الدين، ولولا الإسناد لقالَ من شاءَ ما شَاءَ".
أخرجه الإمام مسلم في مقدمة "صحيحه" (1/ 15) والترمذي في "العلل الصغير" (10/ 439 - تحفة الأحوذي) والحاكم في "معرفة علوم الحديث"