وإنما ذكرته في هذه السلسلة للقصة التي فيه، وللفائدة التي حوتها وفيها:
- وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وفيه أن جرّ الثوب من الأمور المنكرة، والأحاديث كثيرة في هذا الباب، ومنها قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: "ما تحت الكعبين من الإزار في النار".
وفي هذا الأثر بيان لأهل زماننا -وبالأخص بعض من ينتسب إلى العلم- من شنيع هذه الخصلة، وأنت إذا جئتَ تيصح أحدَهم وتقول له: يا أخي؛ ارفع إزاركَ. نظر إليك وثار في وجهك كأنه بغلٌ شموس، وكأنك تأمره بالمنكر وتنهاه عن المعروف، فإنّا لله وإنَّ إليه راجعون.
* * *
120 - عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، قال: "إن أحسنَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهدي هديُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وشرَّ لأمورِ مُحْدَثَاتُها، وإنَّ ما توعدونَ لآتِ؛ وما أنتم بمعجزين، وإنما بعيدٌ ما ليسَ آتيًا.
ألا وعليكم بالصدق؛ فإنه يهدي إلى البِّرِّ، وإنَّ البِّرِّ يهدي إلى الجنة، وما يزالُ الرجلُ يصدقُ حتى يُكتَبَ عند اللَّهِ صدّيقًا، ويثبتُ البرُّ في قلبه، فلا يكون للفجور موضع إيرة يستقرُّ فيها.
وإياكم والكذب؛ فإنه يهدي إلى الفجور، وإن الفجورَ يهدي إلى النار، ولا يزال الرجلُ يكذبُ حتى يُكتَبَ عند الله كذابًا، ويثبتُ الفجورُ في قلبه، حتى ما بكون للبرّ موضع إبرة يستقرُّ فيها".
أخرجه البخارى (7277) - مختصرًا، إلى قوله: "وما أنتم بمعجزين"، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (8/ 403) وعبد الرزاق في "مصنفه" (1/ 116) والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 482 - 483، 588، 589/ 413، 515، 516) وفي "المدخل" (رقم: 425، 426، 785) والطبراني في "المعجم الكبير" (9/ رقم: 8518 - 8532) وابن نصر المروزي في "السنة" (رقم: 77 - العاصمة) وابن أبي الدنيا في "الصمت" (رقم: 443، 468) ووكيع في "الزهد" (رقم: 398).