قالوا: حجَّت مُصمتة.
فقال لها: "تكلّمي، فإن هذا لا يحلُّ، هذا من عمل الجاهلية".
فتكلّمت فقالت: من أنت؟ قال: "امرؤٌ من المهاجرين".
قالت: أيُّ المهاجرين؟
قال: "من قريش".
قالت: من أيّ قريش أنت؟
قال: "إنكِ لسؤُولٌ؛ أنا أبو بكر".
قالت: ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية؟
قال: "بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمتكم".
قالت: وما الأئمة؟
قال: "أما كان لقومكِ رؤوسٌ وأشرافٌ يأمرونهم فيطيعونهم"؟
قالت: بلى. قال: "فهم أولئك على الناس".
أخرجه البخاري (3834) والدارمي (1/ 293 - 294/ 218).
* * *
89 - قال أبو محمد الدارمي -رَحِمَهُ اللهُ-: أخبرنا محمد بن عيينة، أنبأنا علي -هو: ابن مسهر-، عن أبي إسحاق، عن الشعبي، عن زياد بن حُدير، قال: قال لي عمر:
"هل تعرفُ ما يَهْدِمُ الإسلام"؟
قال: قلتُ لا.
قال: "يَهْدِمُهُ زَلَّةُ عالمٍ، وجدال المنافق بالكتاب، وحُكمُ الأئمّة المُضِلّين".
أخرجه الدارمي (1/ 295/ 220) والآجري في "تحريم النرد والشِّطْرَنج