أفي كل آت للتنائي نوائب ... وفي كل حين للتناجي أحوال

أيا دارنا بالاثل لا زال هامياً ... بريعك مسكى الغلالة هطال

ويا جيرتي طال البعاد فهل أرى ... يساعدني في القرب حظ واقبال

وهل يسعف الدهر الخؤون بزورة ... على رغم أيامي بها يسعد البال

خليلي قد طال المقام على القذى ... وحال على ذي الحال يا قوم أحوال

يمر زماني بالأماني وينقضي ... على غير ما أبغي ربيع وشوال

إلى كم أرى في مربع الذل ثاوياً ... وفي الحال أخلال وفي المال أقلال

ونجمي منجوس وذكري خامل ... وقدري منحوس وجدي بطال

فلا ينعشن قلبي قريضاً أصوغه ... ولا يشرحن صدري فعول وفعلال

ولا ينعمن بالي بعلم أفيده ... ومعضلة فيها غموس وأشكال

أميط جلابيب الخفا عن رموزها ... لترفع أستار ويذهب أعضال

ويلمع نور الحق بعد خفائه ... فيهدي به قوم عن الحق ضلال

سأغسل رجس الذل عني بنهضة ... يقل بها حل ويكثر ترحال

واركب متن البيد سير إلى العلى ... وما كل قوال إذا قال فعال

اقنع بالمر النقيع وأرتوي ... وبالقرب مني سلسبيل وسلسال

إذا لا مدت بالسماحة راحتي ... ولا ثار لي يوم الكريهة قسطال

ولا همّ قلبي بالمعالي ونيلها ... ولا كان لي عن موقف الذل أجفال

وقال يرثي والده الشيخ العلامة حسين بن عبد الصمد وقد توفى بالمصلي من قرى البحرين لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة أربع وثمانين وتسعمائة عن ست وستين سنة وشهرين وسبعة أيام ومولده أول يوم من محرم سنة ثمانية عشر وتسعمائة

قف بالطلول وسلها أين سلماها ... وروّ من جرع الأجفان جرعاها

وردد الطرف في أطراف ساحتها ... وأرج الروح من أرواح أرجاها

فإن يفتك من الأطلال مخبرها ... فلا يفوتنك مرآها ورياها

ربوع فضل تباهي التبر ترتبها ... ودار أنس تخال الدر حصباها

عدا على جيرة حلواً بساحتها ... صرف الزمان فأبلاهم وأبلاها

بدور تم غمام الموت جللها ... شموس فضل سحاب الترب غشاها

فالمجد يبكي عليها جازعاً أسفاً ... والدين يندبها والفضل ينعاها

يا حبذا أزمن في ظلهم سلفت ... ما كان أقصرها عمراً وأحلاها

أوقات أنس قضيناها فما ذكرت ... إلا وقطع قلب الصب ذكراها

يا جيرة هجروا واستوطنوا هجراً ... واها لقلبي المعنى بعدكم واها

رعياً لليلات وصل بالحمى سلفت ... سقيا لأيامنا بالخيف سقياها

لفقدكم شق جيب المجد وانصدعت ... أركانه وبكم ما كان أفواها

وخر من شامخات العلم أرفعها ... وأنهد من باذخات العلم أرساها

يا ثاوياً بالمصلي من قرى هجر ... كسيت من حلل الرضوان أصفاها

أقمت يا بحر بالبحرين فاجتمعت ... ثلاثة كن أمثالاً وأشباها

ثلاثة أنت أنداها وغرزها ... جوداً وأعذبها طعماً وأصفاها

حويت من درر العلياء ما حويا ... لكن درك أعلاها وأغلاها

يا أعظما وطئت هام السهى شرفاً ... سقاك من ديم الوسمى أسماها

ويا ضريحاً على فوق السماك على ... عليك من صلوات الله أزكاها

فيك انطوى من شموس الفضل أضوءها ... ومن معالم دين الله أسناها

ومن شوامخ أطواد الفتوة أرسا ... ها وأرفعها قدراً وأبهاها

فاسحب على الفلك إلا على ذيول على ... فقد حويت من العلياء أعلاها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015