لبست ما أضاعني فأسوتي ... كأسوة ما انجر في الرماد

وحاك في الشعر ضياء خيمة ... ذات طنابين إلى الأفواد

كأنها عمامة لبستها ... من يد مولانا أبي الاسعاد

مجرد العزم فرنده التقى ... وغمده تبسم الأجواد

ما عرك الجدب أريم أرضه ... ومن يدية فوقها غوادي

أما ولو ببابه لاذ الدجى ... لما اختشى خطب صباح عاد

أو دخل النهار تحت ذيله ... ما زحف الليل على العباد

رايته ومن راي بني الوفا ... فقد راي أهل الأعياد

الضاربين رفرفا على العلى ... الواضحين غرر الرشاد

هم البحار إن حبوا أو احتبوا ... قلنا الحبى دارت على الأطواد

تميزوا في الأولياء مثل ما ... تميز الملوك في الأجناد

هم الذين فرعوا خصائص ... الملوك من خصاصة الزهاد

قد نقد المجد لهم صفاتهم ... نقد شباة الحسن في الجياد

وقد رأيت فرقدي بنى الوفا ... كلاهما لمن يضل هادي

كلاهما متبع فضل وهدى ... يكرع منه حاضر وبادي

فيا مفيض البركات ذكره ... إن نفدت راحلتي وزادي

أرسلني الحب إليك قاصداً ... وارتجى كرامة القصاد

وفي يدي من المديح تحفة ... قليلة لمثلها الأيادي

وباثنتين منك إن أجزتني ... غنيت عن جوائز الانشاد

بنظرة جالبة الوداد ... ودعوة قامعة الفساد

وآه يا رب عسى عناية ... وتستقال عثرة الجواد

وتستقر مقلتي بملئها ... واكتفي من الوري جهادي

كم أزرع الشكر وما لزرعه ... إذا أتى الابّان من حصاد

واتبع الهوي بكل غادر ... ليس هواه في سوي عنادي

ولى حظوظ لا تفيد جملة ... كما يحظ الطفل بالمداد

تشعبت من الصبي وناصبت ... على السري مخارم البلاد

بين هوي لخاتل ومدحة ... لباخل وفرقة لغادي

فانفث الرقى على مخيل ... واطلب الحراك من جماد

نفرت من قصائدي لأنها ... إلى الكثير سلم التعادي

لا أسف على ذوات أسطر ... فإنها مراود الأحفاد

اليّة لولا هوى بني الوفا ... منزل منزلة اعتقادي

وإن تكن منكم لنا التفاتة ... تتبت لي في شهرة السداد

لما نظمت قوله لقوله ... من القوافي الصعبة القياد

لكنني ادخرتها وسيلة ... ونعم ما ادخرت من عباد

وقوله يمدح الأمير منجك

مالكتي تملكي. ... النفس لن تملكي

وهي لكي أطوع من رعية لملك ... إن تأمري تطع وإن تدعى بها تلبك

مهلك بي يا مطلبي دونك ألف مهلك ... فإن بعدت تحرقي وإن دنوت تفتك

وإن صبرت لم أطق وإن خضعت نرمك ... وإن طرقت خفية أهلك بين أهلك

أين لطير مهجتي الخلاص من ذا الشرك ... عيش الخلى قد صفا يا قلب فاسل واترك

واقصد بنا سبيل من راح خلياً واسلك ... مامز يبيت شاكراً كمن يبيت مشتكى

فاخلع عن العشاق ثوب جسمك المنهتك ... وانتهز الفرصة قبل فوتها واستدرك

هذا الربيع مقبل يصحب آل برمك ... يكسو لاعطاف الربا غلائلاً لم تحك

وحل في نحورها عقود در الحبك ... حتى كأنها بها مجلسنا في الفلك

والنرجس اصطفت وما أحسن صف الملك ... زبرجد في فضة في ذهب لم يسبك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015