فكم برباه من صب عميد ... لسائل دمعه الثجاج ناهر

به السود التي في السود منها ... فعال السمر والبيض البواتر

فأي حشا يمر به خلياً ... وقد رمقته هاتيك الجآذر

به البيض الرآبيب السوافى ... وآساد بفدفده قساور

لعمرك ما سيوف الهند يوماً ... بأمضى من بواترها الفواتر

عيون ما منحن السقم إلا ... لقدّ القلب أو شق المرائر

مرضن وما مرضن سدىً ولكن ... لسلب قلوب أرباب البصائر

بأمي ثم بي وأبي ربيب ... غضيض الطرف مكحول النواظر

نحيل الخصر عبل الردف أحوى ... أزج الحاجبين أغن نافر

يميل بمثل غصن البان لدن ... ترنحه الصبا والغصن ثامر

ويسفر عن محيا لو رآه ... صباحاً ذو الهداية ضل حائر

ويبسم عن شهيّ الظلم عذب ... ترقرق فيه سلسال الجواهر

جفا جفني الكرى مذ بان عني ... فجفني مذ نأى ساه وساهر

ومنه قوله أيضاً.

ألآل ما أرى أم حبيب ... أم أقاح لا ولكن شنب

وحرمت وهي حلال قد جرى ... في خلال الطلع منها الضرب

ما درى بارق ذياك اللمى ... إن لي قلباً به يلتهب

دع لما قد نقل الراوي لنا ... عن لماه ما روته الكتب

آه ما أعذبه من مبسم ... وهو لو جاد به لي أعذب

ليت لو أن منالاً منه لي ... غير أن البرق منه خلب

جؤذر يرنو بعيني أغيد ... من مها الرمل أغنّ أغلب

ومحيا كلف الحسن به ... فغدا ينشد أين المذهب

هز عطفيه فلم يدر النقا ... اقنا ما هزه أم قضب

رق فاستعبد أرباب الهوى ... فله في كل قلب ملعب

يا لها من نعمة في ضمنها ... مهلك هان وعز المطلب

وذكرت بهذه الأبيات أبياتاً لي خمرية على الوزن والروي وهي

لمعت ليلاً فقالوا لهب ... وصفت لوناً فقالوا ذهب

وإذا ما اندفقت من دنها ... في الدجى قالوا طراز مذهب

قهوة رقت فلولا كاسها ... لم يشاهد جرمها من يشرب

وتراها في يد الساهي بها ... كوكباً يسعى بها لي كوكب

ألبستها الكاس طوقاً ذهباً ... وحباها باللآلي الحبب

عجبوا من نورها إذ أشرقت ... وشذاها من سناها أعجب

بنت كرم كرمت أوصافها ... أي بنت قام عنها العنب

ومن شعره أيضاً يهجو بعض أهل عصره

جرذيل التيه خنزير العجم ... وأطال الكم جهلاً وصدم

وأقام الصدر زعماً أنه ... يستر الجوع محال ما زعم

ورمي المنديل من منكبه ... ينقل الخطوة وزناً محتكم

كغراب السوء يمشي مرحاً ... معجباً وهو أخو الشؤم الأذم

ويروق العين منه منظر ... قد حشاه الجوع والفقر الأصم

يغسل الثوب وفي أكتافه ... وسخ العرض وآلات التهم

يا أخا العجب عجيب ما أرى ... هذه النفحة من أثمان كم

اترك العجب فما أنت سوى ... رجل أما لضحك أو نعم

واذكرن أيام ندعوك إلى ... سفر العالم ضوضاء القرم

يوم إذ تصفع تغد ومنشداً ... إن صبر المرء للصفع كرم

وقوله في الشريف أحمد بن عبد المطلب وكان يكثر من الاحرام بالعمرة مع سفكه الدماء في أيام ولايته.

تستحل الدماء وتحرم بالعم ... رة دعها وعن دما الخلق أمسك

ما رأينا والله أعجب أمراً ... منك أف لقاتل متنسك

وقال في زيات بديع الجمال وقد أجاد في التورية ما شاء.

أفديه زباتاً رنا وانثنى ... كالبدر كالشاذن كالسمهري

أحسن ما يبصر بدر الدجى ... يلعب بالميزان والمشتري

وقال في مليحين ينبز أحدهما بابن المهمل والآخر بابن المسيب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015