أهدتْ لكَ ظرائفاً بظرائفِ ... جامينَ من لوزينجَ وقطايفِ

هذا دبيقيٌّ الثِّيابِ موشَّحٌ ... بملاحقٍ صقلٍ وذا بمناشفِ

آخر: [الطويل]

وعهدي بها سكرٌ منَ الرَّاحِ والكرى ... فللبدرِ مثلي في أناملها عذرُ [10]

فلمْ أدرِ إذ فاخرتهُ بجمالها ... وفاخرني بالنُّور أيُّهما البدرُ

سوى أنْ عندَ الفجرِ غابَ ولم تغبْ ... مكايدةً للفجرِ إذ طلعَ الفجرُ

أخذه من قول ابن الرومي: [الكامل]

أصفُ الحبيبَ ولا أقولُ كأنَّهُ ... كلاً لقدْ أمسى من الأفرادِ

إنِّي لأستحيي محاسنَ وجههِ ... أنزِّهها عنِ الأندادِ

يروي أن المنصور دعا الربيع يوماً، فقال له: سلني ما تريد، فقد سكت، حتى نطقت، وخففت، حتى ثقلت، وأقللت، حتى أكثرت، فقال: يا أمير المؤمنين، ما أرهب بخلك، ولا أستقصر عمرك، ولا أستصغر فعلك، ولا أغتنم مالك، وأن يومي لفضلك علي لأحسن من أمسي، وغدي في تأميلي لأحسن من يومي، ولو جاز أن يشكرك مثلي لغير الخدمة، والمناصحة، ما سبقني على ذلك أحد، فقال له المنصور: صدقت علمي بهذا منك، أحلك مني هذا المحل، فسلني عما شئت.

قال: أسألك أن تقرب عبدك الفضل، وتوده، وتحبه. فقال: يا ربيع إن المحبة ليست بمال يوهب، ولا رتبة تبذل، وإنما توجد لأسباب، قال فاجعل لها طريقاً إليه بالفضل عليه، قال: صدقت الآن، وقد وصلته بخمسمائة ألف درهم، ولم أصل مثلها لأحد عمومتي، ليعلم ماله عندي، فيكون عنده ما تستدعي محبتي، وكيف سألت المحبة يا ربيع؟ قال: لأنها مفتاح كل خير، مغلاق كل شر يستر بها عندك عيوبه، وتصير ذنوبه حسنات. فقال: صدقت، وقد أويت ما أردت، ومات الربيع في أيام الهادي، لنصر بن أحمد: [المتقارب]

ولي حاجةٌ لمْ أطقْ ذكرها ... حياءً وقد أخذتُ بالكظمِ

أهابكَ فيها لأنَّ الكريمَ ... يهابُ وإنَّ كانَ لا يحتشمِ

لساني تلجلجَ عنْ ذكرها ... فترجمتها بلسانِ القلمِ

لما قدم مازيا بن قارن لضرب عنقه، قيل للمعتصم: إن وراءه أموالاً جمة، فلو أمر أمير المؤمنين بتقريره لها، ثم يقتله، فقال المعتصم متمثلاً: [البسيط]

إنَّ الأسودَ أسودُ الخيلِ همَّتها ... يومَ الكريهة في المسلوبِ لا السَّلبِ

يقال: اصحب من ينسى معروفه عندك، ويذكر حقوقك عليه، ويقال الكريم ينسى فواضل لقمه، ولا ينسى حرمة خدمه، سأل محمد بن الهيثم أبا هشام الحراني ألك مال؟ فقال: أما مال فليس لي، ولكن عندي صيانة تستر الخلة، وتقدير يكثر القليل وصبر ترجى به الأيام. قال المأمون: الحلم يحسن بالملوك إلا في ثلاثة أشياء، قادح في دولة، أو مذيع لسر، أو متعرض الخدمة لبعضهم. [الوافر]

إذا استنكرتَ حالاً منْ صديقٍ ... فلستَ عن التنَّجنُّبِ في مضيقِ

طريقاً كنتَ تسلكهُ قديماً ... فاشنعْ فاعتزلهُ إلى طريقِ

يقال: ثلاثة أشياء تورث المحبة، الذين، التواضع، والبذل، ويقال: سادة الدنيا الأسخياء، وسادة الأتقياء لبعضهم: [الخفيف]

أيُّها المرءُ كنْ لما لستَ ترجو منْ ... نجاحٍ أدجى لما أنتَ داجي

إنَّ موسى مضى ليقتبسَ النَّارَ ... لضوءٍ رآهُ والليلُ داجي

فأتى أهلهُ وقد كلَّم الله ... وناجاهُ وهو خيرُ مناجي

وكذا الهمُّ كلَّما اشتدَّ بالعيدِ ... دنتْ منهُ ساعةُ الانفراجِ

كان النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يقطع على أحد حديثه، حتى يجود، فيطعه نهي، أو قيام" قال بعضهم: الحوائج تطلب بالرجاء، وتدرك بالقضاء. لبعضهم: [الطويل]

وكنتُ إذا خاصمتُ خصماً كببتهُ ... على الوجهِ حتَّى خاصمتني الدَّراهمُ

فلمَّا تنازعنا الخصومةَ غلبتْ ... عليَّ، وقالوا قمْ فإنَّك ظالمُ

ومما يقارب المعنى: [البسيط]

ما منْ صديقٍ وإنْ تمَّتْ صداقتهُ ... يوماً بأنجحَ في الحاجاتِ منْ طبقِ

إذا تلثَّمَ بالمنديلِ منطلقاً ... لم يخشَ نبوةَ بوَّابٍ ولا غلقِ

قال رجل لرجل قصده: ما قصرت بي همة صيرتني إليك، ولا أخرتني ارتياد دلني عليك، ولا قعد بي رجاء قادني إليك وحدا بي إلى بابك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015