لاسيما إذا لم يأت بحسن.

أما السؤال الأول فهو من مسائل المعاياة وأسئلة الإعنات، ولا عيب أن يجهله النحوي المدرس فضلا عمن لا يدعي ولا يلبس؛ وهو من الأبيات التي جرى فيها التقديم والتأخير لضرورة الشعر، وتقديره: تعيرنا أننا عالة صعاليك ملوكا أنتم ونحن. و (عالة) فيه جمع عائل المشتق من عال يعول؛ وانتصاب (صعاليك) به، و (ملوكا) صفتهم.

وأما (أسمر) و (أبيض) فإنما أعملا لمجيء الفصل بينهما على افعل وافعال [115/آ] المخالفين لزنتيهما؛ فهذا ما حضرني من الجواب. ولعلني نكبت فيه عن طريق الصواب.

قلت: وما أرى هذا الجواب مستقيما؛ لأن الملوك لا تكون صفة للصعاليك. وقوله في تقديره: (صعاليك ملوكا أنتم ونحن) لا معنى له. وإنما الصواب أن يقال: إن (عالة) بمعنى عالني الشيء: إذا أثقلني، أي: تعيرنا بأنا عالة ملوكا، أي: نثقلهم بطرح كلنا عليه في حال تصعلك؛ فـ (صعاليك) منصوب على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015