وذُهِّبَتْ بِبَرْقَها مطاردُهْ ... عادَتْ بما سرَّ الثرى عوائده

وانتثرتْ في روضها فرائده ... شاهدةً بفضله مشاهده منظومةً من شُكْرِهِ قلائده ... 831 - أبو العباس النامي (?) :

خليليَّ هل للمُزْنِ دمعةُ عاشقٍ ... أم النار في أحشائها وهي لا تدري

أشارتْ إلى أرضِ العراق فأصبحتْ ... وكاللؤلؤ المنثور أَدْمُعُهَا تجري

تسربل وشياً من خزوز تطرّزت ... مطارفها طرزاً من البرق كالتبر

سحابٌ حكى ثكلى أصيبت بواحدٍ ... فعاجت له ببن الرياضِ على قبر

فوشيٌ بلا رقمٍ ونقشٌ بلا يدٍ ... ودمعٌ بلا عينٍ وضحكٌ بلا ثغر 832 - السري الرفّاء:

غَرَّاءُ تنشرُ للورى أعلاما ... عمَّ البلادَ صنيعُها إنعاما

مرَّتْ بظمآنِ الثرى وبروقها ... تسري وأدمعها تفيضُ سجاما

مثلَ المحبِّ ترقرقَتْ عَبَراتُهُ ... والشوقُ يُذْكي في حشاه ضراما

فَغَدَتْ عيونُ الزَّهْرِ فيه كأنها ... مُقَلٌ ترى طيبَ المنام حراما

أهدى الحيا للورد في عَرَصَاتِهِ ... خجلاً وزاد الياسمينَ غراما

وتشقَّقَتْ قُمُصُ الشقيقِ فخلتها ... في الروضِ كاساتٍ مُلئنَ مداما 833 - الباخرزي:

يومٌ تدرَّعَ جوُّهُ بغيومه ... فاسودَّتِ الآفاق بعدَ ضيائها

وتفجَّرَتْ فيه السحابُ وَحَلَّلَتْ ... فيه العزالي كي تجودَ بمائها

وتجاوبَتْ فيه الرعودُ وسللت ... قضبُ البروقِ تلوحُ في أرجائها

فالجوّ ليلٌ والغيومُ تمدّه ... واليومُ صبحٌ مات في احشائها 834 - أبو الفوارس سعد بن محمّد حيص بيص (?) :

دانٍ يكادُ الوحشُ يكرعُ وسطه ... وتناله كفُّ الوليدِ المرضَعِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015