608 - الأُسواري:

أوائل رُسْلٍ للربيع تقدَّمَتْ ... على حُسْنِ وجه الأرض خيرَ قدومِ

فراقتْ لها بعدَ المماتِ حدائقٌ ... كواسٍ وكانت مثلَ ظهر أديم

كأن اخضرار الروضِ والنورُ طالعٌ ... عليه سماء زُيِّنَتْ بنجوم

إذا اقتصَّها طَرْفُ البصيرِ بلحظةٍ ... توهما مفروشةً برقوم

تردّت بظلٍّ دائمٍ وتضاحكت ... بضحكِ بروقٍ في بكاء غيوم 609 - الخليع (?) :

ضحكتْ ضواحي الأرض لما رقرقت ... طهراً بهن مدامعُ الأنواءِ

فترى الرياضَ كأنّهن عرائسٌ ... يُنْقَلْنَ من صفراءَ في حمراءِ 610 - البسامي (?) :

أما ترى الأرض قد أعطتكَ زهرتها ... مخضرة واكتسى بالنور عاريها

فللسماء بكاءٌ في جوانبها ... وللربيعِ ابتسامٌ في نواحيها 611 - أبو العلاء السروري (?) :

أما ترى قُضُبَ الأشجار قد لَبِسَتْ ... أغصانُها (?) بعد عُرْيٍ كسوةَ الكاسي

منظومةً بسموط الدر لابسةً ... حسنا يبيح دمَ العنقودِ للحاسي

وغردت خطباءُ الطيرِ ساجعةً ... على منابر من وردٍ ومن آس 612 - أبو هلال العسكري (?) :

انضر إلى الصحراء كيف تزخرفَتْ ... وإلى دموعِ المزنِ كيف تُذْرَّفُ

وعلى الربى حُلَلٌ وشاهنّ الحيا ... فمسّهم وَمُعَصَّبٌ ومفوّفُ

وملابسُ الأنواءِ منها سُنْدُسٌ ... ومضاجعُ الأنداء منها زخرفُ

نَمَّ الرياض على الرياح كأنما ... ذكَّرْتَكَ الكافور حين يُدَوَّفُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015