هذي النعائمُ كالنعام كأنها ... قامتْ سواءً عن فراخ نُهّضِ
شبهتهن تقينتين عليهما ... بُشْخانتان من الحريرِ الأبيض
ما لِلْبَليدِ ما أَتى بطائلِ ... يقولُهُ في بَلْدةِ المنازلِ
خُذْ وصفها من عربيٍّ باسلِ ... مثل الاوز طُفْنَ بالمناهل
أو كالشهودِ حول مالٍ مائل ... بالطيلساناتِ وبالغلائل
أو كالعُفاةِ حول بَذْلِ النائل ... كشكلِ ثوبٍ من يمينِ فاضل
وثلاثةٍ وُسِمَتْ بسعدٍ ذابح ... هو في السعود كحادثٍ لاثنين
وسموه بالسِّمَتَيْنِ وهو فلا يُرى ... منه سوى السكين والجلمين
تعجَّبوا من بُلَعٍ كأنه ... عصا لأعمى حائدٍ عن رُشْدِهِ
خاف أخوه عرقاً بثوبه ... فلم يزلْ مستتراً ببرده
لسعدٍ سعودٍ كنزُ مالٍ ولم تزلْ ... تقسم في جيرانه منه أَقْبيَهْ
كأن أخاه حاملٌ منه بيرقاً ... أمامَ خِباءٍ شاده سعدُ أخبيه
شطر أرى طارقاً عن سَعْدِ أخبيةٍ غدا ... بغير رجوع كفُّهُ متجمّده
وليس يُرَى منه على بُعْده سوى ... رؤوسٍ تبدَّتْ من ثلاثةِ أَعمده
السعد بعد السعدِ من يومه ... وماؤها للخصبِ مصبوبٌ
كأنما الفرغان من خلفها ... حوضٌ لصيدِ الحوت منصوب
كجرَّافةٍ بطنُ حوتِ السما ... وقدِّرْ تَجِدْ حقَّ تقديرها
وتلك النجومُ بحافاتها ... أحاطت رؤوسَ مساميرها 545 - وأما جملة الكواكب والسماء: فإن الله تعالى يقول: (زينا السماءَ