وزائرةٍ في كلِّ عام تزورنا ... فيخبرُ عن طيبِ الزمان مَزَارُها

تخبّرُ أنّ الجوَّ رقَّ قميصُهُ ... وأنَّ الرياضَ قد توشَّى (?) إزارها

وإن وجوه الغُدْرِ راقَ بياضها ... وإن وجوه الأرضِ راعَ اخضرارها

تحنُّ إلينا وهي من غيرِ شكلنا ... فتدنو على بُعْدٍ من الشكلِ دارها

أغارَ على ضوءِ الصباح قميصُهَا ... وفات بألوانِ الليالي خمارها

تصيحُ كما صَرَّتْ نعالُ عرائسٍ ... تَمَشَّتْ إلينا هندها ونوارها عاد الحديث إلى الحمام:

352 - العرب تقول (?) : إن نوحاً أرسل الغراب والحمام من السفينة لما استقرت على الجوديّ، فلم يرجع الغراب فدعا عليه، ورجعت الحمامة فدعا لها، فتزينت بالطوق عن سائر الطير.

353 - قال جهم بن خلف (?) :

وقد شاقني نوحُ قمريّةٍ ... طروبُ العشيّ هتوفُ الضحى

مطوقة كُسِيَتْ زينةً ... بدعوة نوح لها إِذ دعا

فلم أَرَ باكيةً مثلها ... تَبَكَّى ودمعتُهَا لا تُرَى 354 - عبد الله بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما (?) :

ولم أَر مثلي طلَّقَ اليوم مثلَها ... ولا مثلَها في غير جُرْمٍ تُطَلَّقُ

أعاتكَ لا أنساكِ ما هبَّتِ الصبا ... وما ناح قمريُّ الحمامِ المطوَّقُ 355 - ومن " كتاب الطير " للجاحظ قال (?) : كل طائرٍ يعرف بالصوت الحَسَن والدعاء والهديل والترجيع فهو حمام، وإن خالف بعضه بعضاً في بعض الصور واللون والقد ولحن الهديل، كما تختلف الإبل والبقر والمعز والدجاج في أنواعها وأشكالها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015