جميعها أو إدغامه، وأما من طرد أصله فإنه لم يسلك فيه هذا المسلك فليأت برمزه بعد الحرف وكذلك من صرح باسمه لم يأت بعده بالواو وإنما احتاج إلى الإتيان بالواو لئلا تلتبس أسماء القراء بالحروف المختلف فيها في الإظهار والإدغام فإذا صرح باسم القارئ عدم اللبس لأنه لا يجمع بين الرمز والصريح في مسألة واحدة في ترجمة واحدة كما تقدم بيانه. فحاصل الأمر أنه احتاج في هذا الباب إذا ذكر القارئ المفصل بالرمز إلى واوين فاصلتين الأولى بين القارئ والحروف والثانية بين المسائل وهذه الثانية هي المذكورة في قوله: «متى تنقضي آتيك بالواو فيصلا»، فهي دائرة في القصيد جميعه، وقوله: تسمو أي تعلو حروف من تسمى قبل الواو على سيما أي على علامة تروق مقبلا أي يروق تقبيلها والتقبيل للثغر استعاره هنا للعلامة.
ثم قال:
وفي دال قد أيضا وتاء مؤنّث ... وفي هل وبل فاحتل بذهنك أحيلا
أي وفي هذه الألفاظ افعل مثل ذلك، يعني أن اصطلاحه في دال قد وتاء التأنيث ولامي هل وبل كاصطلاحه في دال إذ، وقوله فاحتل فعل أمر من الحوالة، والذهن الفطنة:
أي فاحتل بفطنتك لما أخبرك بما رتبه من المعاني أحالك على استخراج ما لكل قارئ من الإظهار والإدغام، والأحيل: الكثير الحيل، يقال رجل أحيل إذا صدقت حيلته.
نعم إذ تمشّت زينب صال دلّها ... سميّ جمال واصلا من توصّلا
كأنّ الناظم رحمه الله قدّر أن مستدعيا استدعى منه الوفاء بما وعده في قوله: سأذكر ألفاظا فقال مجيبا له نعم ثم أتى بإذ وحروفها الستة في بيت على ما وعد به وحروف إذ الستة هي أوائل الكلم الست التي تلي إذ وهي التاء من تمشت والزاي من زينب والصاد من صال والدال من دلها والسين من سمى والجيم من جمال، وأمثلتها على الترتيب فالتاء إذ تبرأ إذ تخلق ونحوه والزاي إذ زين وإذ زاغت ليس غيرهما والصاد وإذ صرفنا ولا ثاني لها والدال إذ
دخلوا بالحجر وص والذاريات وإذ دخلت جنتك ليس غيرها والسين لولا إذ سمعتموه ظن ولولا إذ سمعتموه قلتم ليس غيرهما والجيم وإذ جعلنا وإذ جاءتهم ونحوه والواو في قوله واصلا فاصلة وما بعدها تمم به البيت وصال بمعنى استطال والدل: الدلال، والسمي:
الرفيع:
فإظهارها أجرى دوام نسيمها ... وأظهر ريّا قوله واصف جلا
أخبر أن المشار إليهم بالهمزة والدال والنون في قوله: أجرى دوام نسيمها وهم نافع وابن كثير وعاصم أظهروا ذال إذ عند حروفها الستة وأتى بالرموز مؤخرة لعدم الالتباس، وقوله: وأظهر ريا إلى آخره. أخبر أن المشار إليهما بالراء والقاف في قوله ريا قوله وهما الكسائي وخلاد أظهرا الذال عند الجيم خاصة فتعين لهما الإدغام في باقي الحروف وأتى بما شرط من تقديم الرمز ثم أتى بالواو ثم أتى بالحرف المختلف في إدغامه والواو في وأظهر وفي واصف للفصل، والنسيم: الريح الطيبة، والريا، بالقصر. الرائحة الطيبة، وجلا أي كشف: