بالهمزة الثانية وهي المرادة بقوله والأخرى أي الهمزة الأخيرة، يعني أن ورشا وقنبلا أوقعا التغيير في الهمزة الأخيرة من المتفقتين في الأنواع الثلاثة، وعنهما في تغييرها وجهان فروي عنهما أنهما جعلا الثانية من المفتوحتين بين الهمزة والألف والثانية من المكسورتين بين الهمزة والياء الساكنة والثانية من المضمومتين بين الهمزة والواو الساكنة وإلى ذلك أشار بقوله كمد لأنها تصير في اللفظ كذلك وهذا هو المذكور في التيسير فقط وروي عنهما أنهما جعلا الثانية من المفتوحتين ألفا والثانية من المكسورتين ياء ساكنة والثانية من المضمومتين واوا ساكنة وهذا من الزيادات وإليه أشار بقوله: وقد قيل محض المد عنها تبدلا. وهذا الوجه يسمى البدل والوجه الأول هو الذي في التيسير يسمى التسهيل وهو القياس.
تنبيه: إن كان ما بعد الهمزة الثانية متحركا فلا إشكال وإن كان ساكنا غير حرف مد فعلى البدل يزاد مد الحجز نحو جاءَ أَمْرُنا [هود: 40] ومِنَ النِّساءِ إِلَّا [النساء:
24]، وإن كان حرف مد نحو جا آل فعلى التسهيل تجري وجوه ورش رحمه الله في الألف الثانية فيقرأ له: جاءَ آلَ لُوطٍ [الحجر: 61] بألف طويلة وبعدها محققة بعدها مسهلة وبعدها ألف مقصورة ومتوسطة ومطولة ولقنبل ألف ممكنة بعدها محققة بعدها مسهلة بعدها ألف مقصورة وعلى البدل لورش ألف مطولة بعدها محققة بعدها ألف مقصورة ومتوسطة ومطولة ولقنبل ألف ممكنة بعدها محققة بعدها ألف مقصورة. ثم أفرد ورشا بوجه فقال:
وفي هؤلاء إن والبغا إن لورشهم ... بياء خفيف الكسر بعضهم تلا
أخبر أن بعض أهل الأداء رووا أن ورشا قرأ بالبقرة: هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ [البقرة: 31] وعَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً [النور: 33]، بوجه ثالث بإبدال الهمزة
الثانية ياء خفيفة الكسر أي مختلسة الكسر وهذا الوجه مختص بورش في هذين الموضعين لا غير وله ولقنبل الوجهان السابقان في هذين الموضعين وغيرهما:
توضيح: قد تقدم أن أبا عمرو حذف الأول في الأنواع الثلاثة وقالون والبزي حذفا أولى المفتوحتين وسهلا أولى المضمومتين والمكسورتين وزاد أوجه البدل في بالسوء إلا ما وورش وقنبل بتسهيل الأخرى وإبدالها مدا في الأنواع الثلاثة، وزاد ورش إبدالها ياء مختلسة في «هؤلاء إن، والبغاء إن» والباقون بتحقيق الهمزتين في الأنواع الثلاثة. ثم ذكر حكما يتعلق بتغير الهمز فقال: