المفتوح ما قبلها والواو الساكنة المفتوح ما قبلها وقسمهما أيضا إلى ما يقع المد فيه مجاور الهمزة وإلى ما يقع مجاور السكون فقال فيما يقع مجاور الهمزة وإن تسكن اليا بين فتح وهمزة بكلمة وذلك نحو شيء وشيئا وكهيئة ولا تيأسوا ثم قال أو واو وذلك نحو ظَنَّ السَّوْءِ [الفتح: 6] وسَوْأَةَ أَخِيهِ [المائدة: 31] وسوآت، وقوله بكلمة احتراز من أن يكون حرف اللين في كلمة والهمزة في كلمة أخرى نحو ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ [المائدة:
27] ولَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ [آل عمران: 110]، لأن المد في هذا النوع لورش ومذهبه في هذا نقل حركة الهمزة ثم قال فوجهان بطول وقصر وصل ورش ووقفه يعني أن لورش في ذلك وجهين حسنين جيدين في الوصل والوقف والمراد بالوجهين المد المشبع والمتوسط وعبر عن المتوسط بالقصر لأنه قصر عن مقدار الطويل وليست جيم جملا رمزا لتصريحه بعدها بصاحبها. ثم انتقل إلى القسم الثاني وهو ما يقع فيه المد مجاورا للسكون فقال:
وعند سكون الوقف للكل أعملا أي أعمل الوجهان المذكوران للقراء كلهم وهما الطول والتوسط المعبر عنه بالقصر ثم حكى عنهم وجها ثالثا فقال وعنهم سقوط المد فيه وبتصريحه بسقوط المد في هذا الوجه الثالث يعلم أن المراد من القصر المذكور التوسط ثم أخبر أن ورشا يوافقهم في الأوجه الثلاثة فيما لم يكن آخره همزا فأما ما كان آخره همزا فإنه لا يوافقهم في سقوط المد فيه فحصل مما ذكر أن حرف اللين إذا وقع قبل الساكن العارض في الوقف فلا يخلو الساكن من أن يكون همزا أو غيره فإن كان همزا نحو شيء والشيء والسوء
فلورش فيه وجهان الطول والتوسط وسواء وقف بالسكون أو بالروم لأن مده فيه لأجل الهمز ولغير ورش الأوجه الثلاثة مع السكون والقصر مع الروم وإن كان غير
همز نحو الميت والموت فلورش وغيره الأوجه الثلاثة مع السكون والقصر مع الروم.
توضيح: إذا وقفت على شيء المرفوع لورش فله فيه ستة أوجه المد والمتوسط مع الإسكان المجرد وله الوجهان أيضا مع الإشمام وله الوجهان أيضا مع الروم لأن المعتبر عنده الهمز وإذا وقفت عليه لغير ورش ففيه سبعة أوجه كما تقدم في نحو نستعين وقدير إلا أن ورشا يوافقهم على القصر هنا لأنه غير مهموز فقد ظهر لك أن حرفي اللين وهو الياء والواو المفتوح ما قبلهما لا مد فيه إلا إذا كان بعده همزة أو ساكن عند من يرى ذلك فإن خلا من واحد منهما لم يجز مده فمن مد نحو عليهم وإليهم، وصلا أو وقفا فهو لاحن كما أن من مد نحو الصيف والبيت والموت وصلا فهو لاحن مخطئ وقد ذكر الداني هذا الأصل في البقرة فلم يذكر لورش إلا وجها واحدا عبر عنه بالتمكين وهو ظاهر في التوسط فوجه المد له من الزيادات ولم يذكر للباقين سوى القصر فوجه المد والتوسط لهم منها.