الخفي وإنما سميت مهموسة لضعفها وضعف الاعتماد عليها عند خروجها وجريان النفس معها وما عدا المهموس فهو مجهور وجملة المجهور تسعة عشر. والجهر في اللغة الصوت الشديد القوي، وهذه الحروف كذلك كلها يجهر بها عند النطق بها لقوتها وقوة الاعتماد عليها عند خروجها ومنع النفس أن يجري معها وإنما عد المهموسة دون المجهورة لقلتها وليعلم أنها ضد المجهورة المشار إليها في البيت السابق، ثم أخبر أن الحروف الشديدة ثمانية وهي المجموعة في قوله: أجدت كقطب وإنما سميت هذه الحروف شديدة لأنها قويت في مواضعها ولزمتها ومنعت الصوت أن يجري معها حال النطق بها وضد الشديدة الرخوة.
وما بين رخو والشّديدة (عمر نل) ... و (واي) حروف المدّ والرّخو كمّلا
قسم الحروف إلى ثلاثة أقسام شديد محض وهي المذكورة في البيت الماضي وإلى ما بين الشديد والرخو وهي خمسة أحرف جمعها في عمر نل يكتب عمر في البيت بلا واو كلفظه قالوا لئلا تصير الحروف ستة وما عدا هذين القسمين فهو رخو محض وجملته ستة عشر حرفا على ما ذهب إليه الناظم وإنما سميت رخوة لأنها لانت عند النطق بها فضعف الاعتماد عليها وجرى النفس والصوت معها حتى لانت، وأما التي بين الرخاوة والشدة فإنما وصفت بذلك لأنها إذا نطق بها فلا يجري معها الصوت كالرخوة ولا ينحبس كالشديدة، وقوله: وواي حروف المد أخبر أن الواو والألف والياء المجموعة في قوله واي موصوفة بالمد أما الألف فلا تكون إلا كذلك وأما الواو والياء فيلزمهما ذلك إذا سكنتا وناسبهما حركة ما قبلهما ولا يتأتى فيهما ذلك إذا انفتح ما قبلهما وهن عند الناظم رحمه الله من الحروف الرخوة ولذلك ذكرهن في هذا الموضع وبين ذلك بقوله والرخو كملا وذهب غيره إلى أنهن
من الحروف التي بين الرخو والشديد وجمع ذلك في قوله: (لم يروعنا) ولكلاهما وجه سميت حروف المد بذلك لامتداد الصوت بها إذا لقيها ساكن أو همز، والوأي الوعد وأصله الهمزة إلا أنه خففه بالإبدال في هذا المثال.
و (قظ خصّ ضغط) سبع علو ومطبق ... هو الضّاد والظّا أعجما وإن أهملا
أخبر أن حروف الاستعلاء سبعة؛ وهي المجموعة في قوله: (قظ خص ضغط) وإنما سميت مستعلية لاستعلاء اللسان عند النطق بها إلى الحنك وما عداها مستفلة لأن ضد الاستعلاء الاستفال وإنما