والضمير في قوله ومنه في الموضعين يعود على طرف اللسان وقوله مثلها يعني في العدد، وجملة الأمر أن الطاء والتاء والدال تخرج من طرف اللسان مما بينه وبين أصول الثنايا العليا مصعدا إلى الحنك وهو المخرج الثامن من مخارج الفم والظاء والذال والثاء تخرج من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا وهو المخرج التاسع من مخارج الفم.
ومنه ومن بين الثّنايا ثلاثة ... وحرف من اطراف الثّنايا هي العلا
ومن باطن السّفلى من الشّفتين قل ... وللشّفتين اجعل ثلاثا لتعدلا
قوله: ومنه ومن بين الثنايا ثلاثة ينصرف إلى الصاد والسين والزاي لأنها أتت في أوائل صفا سجن زهد، وقوله: وحرف من أطراف الثنايا إلى قوله من الشفتين ينصرف إلى الفاء لأنها أتت في أول في وقوله وللشفتين اجعل ثلاثا ينصرف إلى الباء والواو والميم لأنها أتت في أوائل قوله: وجوه بني ملا وجملة الأمر أن الصاد والسين والزاي تخرج من طرف اللسان وبين الثنايا العليا وهو المخرج العاشر من مخرج الفم وقدم بعضهم الزاي على السين والسين على الصاد وقدم الطاء والدال والتاء على حروف الصفير المذكورة. وللناس مذاهب في التقديم والتأخير اعتمدنا على ما ذكره الناظم رحمه الله، والفاء تخرج من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا كما ذكر وهو المخرج الحادي عشر من مخارج الفم، والواو والباء تخرج من بين الشفتين مع تلاصقهما وهو المخرج الثاني عشر من مخارج الفم وقدم بعضهم الباء على الواو والميم.
وفي أوّل من كلم بيتين جمعها ... سوى أربع فيهنّ كلمة أولا
أخبر أنه أتى بالحروف المذكورة على الترتيب المذكور في أوائل كلمات بين كل كلمة في أولها حرف منها إلا أن الكلمة الأولى من البيتين المشار إليهما وهي أهاع فإن حروفها كلها معتبرة وهما: