من غيره في السورة فابن كثير على أصله وأبو عمرو مخالف فإن قيل هل لا قال وثقل للمكي بسبحان والذي في الأنعام للبصري، قيل: لو قال ذلك لأوهم أن المكي انفرد بالتثقيل في سبحان وأن البصري انفرد بالتثقيل في الأنعام فيقرأ للباقين بالتخفيف في السورتين وليس الأمر كذلك:
ومنزلها التّخفيف حقّ شفاؤه ... وخفّف عنهم ينزل الغيث مسجلا
أخبر أن المشار إليهم بحق وبالشين في قوله حق شفاؤه وهم ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي خففوا إني منزلها عليكم بالمائدة وينزل الغيث بلقمان والشورى وتعين للباقين التثقيل وقوله مسجلا أي مطلقا.
وجبريل فتح الجيم والرّا وبعدها ... وعى همزة مكسورة صحبة ولا
بحيث أتى والياء يحذف شعبة ... ومكّيّهم في الجيم بالفتح وكّلا
أخبر أن المشار إليهم بصحبة وهم حمزة والكسائي وشعبة قرءوا جبرئيل بفتح الجيم والراء وإثبات همزة مكسورة بعدها حيث وقع ثم أخبر أن شعبة يحذف الياء وأن الهمزة باقية على حالها ثم أخبر أن المكي وهو ابن كثير يفتح الجيم من جبريل الملفوظ به فحصل مما ذكر أن حمزة والكسائي يقرءان بفتح الجيم والراء وإثبات همزة مكسورة بعدها ياء بوزن جبرعيل وأن شعبة يقرأ بفتح الجيم والراء وإثبات همزة مكسورة بعد الراء من غير ياء بوزن جبرعل وأن ابن كثير يقرأ جبريل بفتح الجيم وكسر الراء وإثبات الياء من غير همز وأن الباقين وهم نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص يقرءون جبريل بكسر الجيم والراء وإثبات ياء من غير همز على ما لفظ به في البيت فهذه أربع قراءات وقوله وعى، أي حفظ:
ودع ياء ميكائيل والهمز قبله ... على حجّة والياء يحذف أجملا
قوله دع أي اترك أمر بترك الياء والهمزة التي قبل الياء من لفظ ميكائيل للمشار إليهما بالعين والحاء في قوله على حجة وهما حفص وأبو عمرو فتعين للباقين إثباتهما على ما لفظ به ثم أخبر أن المشار إليه بالهمزة في قوله أجملا وهو نافع بحذف الياء وحدها ودلنا على أنه أراد الثانية قوله والهمز قبله فلما عرف ذلك أعاد ذكرها بحرف العهد فقال والياء فحصل مما ذكر ثلاث قراءات فحفص وأبو عمرو يقرءان ميكال بلا همز ولا ياء بوزن مثقال ونافع يقرأ ميكائيل بالهمز من غير ياء بوزن ميكاعل والباقون يقرءون ميكائيل بالهمز وبعده الياء بوزن ميكاعيل، وأجملا: أي جميلا:
ولكن خفيف والشّياطين رفعه ... كما شرطوا والعكس نحو سما العلا
أخبر أن المشار إليهم بالكاف والشين في قوله كما شرطوا وهم ابن عامر وحمزة والكسائي قرءوا ولكن الشياطين كفروا بتخفيف نون ولكن وكسرها في الوصل ورفع الشياطين كما شرطوا أي كما شرط النحاة أن لكن إذا خففت بطل عملها ثم أخبر أن المشار إليهم بالنون وسما في قوله نحو سما وهم عاصم ونافع وابن كثير وأبو عمرو قرءوا ولكن بتشديد النون وفتحها والشياطين بالنصب وهو عكس القيد المذكور: