أخبر أن المشار إليهما بالراء واللام في قوله رجال لتكملا وهما الكسائي وهشام أشما كسر قيل وغيض وجيء ضما وأن المشار إليهما بالكاف والراء في قوله كما رسا وهما ابن عامر والكسائي فعلا ذلك في حيل وسيق وأن المشار إليهم بالكاف والراء والهمزة في قوله كان راويه أنبلا وهم ابن عامر والكسائي ونافع فعلوا ذلك في سيء وسيئت فحصل من جميع ذلك أن الكسائي وهشاما يشمان في الجميع وأن ابن ذكوان يوافق في حيل وسيق وسيء وسيئت وأن نافعا يوافق في سيء وسيئت فتعين للباقين الكسر الخالص في الجميع، وأطلق الناظم هذه الأفعال ولم يبين مواضع القراءة وفيها ما قد تكرر والعادة المستمرة منه فيما يطلق أنه يختص بالسورة التي هو فيها كما في يكذبون السابقة ولكن لما أدرج مع قيل هذه الأفعال الخارجة من هذه السورة كان ذلك قرينة واضحة في طرد الحكم حيث وقعت قيل وغيرها من هذه الأفعال وأراد وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض وإذا قيل لهم آمنوا وما جاء من لفظ قيل وهو فعل ماض وَغِيضَ الْماءُ [هود: 44]، وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ [الزمر: 69]، وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ [الفجر: 23]، وَحِيلَ بَيْنَهُمْ [سبأ: 54]، وَسِيقَ الَّذِينَ [الزمر: 71]، موضعان بالزمر (وسيء بهم) [هود: 77]، في هود والعنكبوت وسِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا [الملك: 27]، وكيفية الإشمام في هذه الأفعال أن تنحو بكسر أوائلها نحو الضمة، وبالياء بعدها نحو الواو فهي حركة مركبة من حركتين كسر وضم، لأن هذه الأوائل وإن كانت مكسورة فأصلها أن تكون مضمومة لأنها أفعال ما لم يسم فاعله فأشمت الضم دلالة على أنه أصل ما تستحقه وهي لغة فاشية للعرب وأبقوا شيئا من الكسر تنبيها على ما تستحقه من الإعلال ولهذا قال الناظم لتكملا أي لتكمل الدلالة على الأمرين ولم يقتصر على ذكر الإشمام بل قال
يشمها لدى كسرها ضما لأنه لو سكت على الإشمام لحمل على ضم الشفتين المذكور في باب الوقف، وهذا يخالف المذكور في باب الوقف لأنه في الأول ويعم الوصل والوقف ويسمع وحرفه متحرك وذاك في الأخير والوقف ولا يسمع وحرفه ساكن ويخالف المذكور في الصاد أعني النوع الثالث في اصطلاحه وهو إشمام الصاد الزاي وقوله وقيل مقيد بالفعل كما نطق به ليخرج غير الفعل نحو من الله قيلا وقيله يا رب إلا قيلا سلاما وأقوم قيلا، جميع هذا لا أصل له في الضم فلا يدخل في هذا الباب بل يقرأ بكسر أوائله للجميع وقوله وحيل الواو فيه فاصلة فقط لأنه استأنف الحكم فلو لم يستأنفه لجعلناها عاطفة فاصلة والواو في قوله وسيء عاطفة فاصلة ومعنى رسا أي استقر في النقل وثبت وأنبلا أي نبيلا عظيما أو زائد النبل:
وها هو بعد الواو والفا ولامها ... وها هي أسكن راضيا باردا حلا
وثمّ هو رفقا بان والضّمّ غيرهم ... وكسر وعن كلّ يملّ هو انجلا
أمر بإسكان الهاء من لفظ هو والهاء من لفظ هي بعد واو أو فاء أو لام زائدة نحو وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [البقرة: 29]، فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ [النحل: 63]، وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ [الحج: 64]، وهي تجري بهم فهي كالحجارة لهي الحيوان للمشار إليهم بالراء والباء والحاء في قوله راضيا باردا حلا وهم الكسائي وقالون وأبو عمرو وقولنا زائدة أخرج لهو ولعب ولهو الحديث عن المختلف فيه إذ الهاء ساكنة باتفاق لأنها ليست هاء هو الذي هو ضمير مرفوع منفصل ثم أمر بإسكان الهاء من ثم هو يوم القيامة من المحضرين للمشار إليهما بالراء وبالباء في قوله رفقا بان وهما الكسائي وقالون ثم أخبر أن غير المذكورين يضمون الهاء من هو ويكسرونها من هي فقال والضم
غيرهم وكسر ثم أخبر أن كلهم قرءوا أن يمل هو بضم الهاء على ما لفظ به وإنما ذكر ذلك احترازا من أن