وكلاهما في آية واحدة أتمدونني بمال وهي الياء الأولى وبعدها فما آتاني الله واحترز بقوله وأولى النمل عن ياء آتاني، وقوله كملا ليس برمز لأن
الرمز لا يجتمع مع صريح الاسم وإنما معناه أن حمزة كمل الكلمة بإثبات الياء في الحالين، وله مع ذلك إدغام النون كما سيأتي في النمل ثم قال وفي الوصل حماد شكور إمامه أخبر أن المشار إليهم بالحاء والشين والهمزة في قوله حماد شكور إمامه وهم أبو عمرو وحمزة والكسائي ونافع أثبتوا ما زادوه في الوصل خاصة وحذفوه في الوقف وليس الأمر على العموم، وهو أن هؤلاء أثبتوا الجميع في الحالين، وهؤلاء أثبتوا الجميع في الوصل بل معنى هذا الكلام أن كل من أذكر عنه أنه أثبت شيئا ولم أقيده فانظر فيه فإن كان من المذكورين في البيت الأول فاعلم أنه يثبته في الحالين على قاعدته وإن كان من المذكورين في البيت الثاني فاعلم أنه يثبته في الوصل خاصة على قاعدته والباقون يحذفون في الحالين فاختلاف القراء في الزوائد على أربعة أقسام: إثبات في الوقف والوصل، ومقابله حذف في الحالين.
وإثبات في الوصل وحذف في الوقف وعكسه حذف الوصل وإثبات في الوقف. وقوله جملتها ستون واثنان أخبر أن الياءات الزوائد المشار إليها اثنتان وستون ياء وعينها بعد ذلك ياء ياء إلى أن أتى على جميعها وعدها صاحب التيسير إحدى وستين لأنه أسقط فَما آتانِيَ اللَّهُ بالنمل (فبشر عبادي) [الزمر: 17]، وعدها في باب ياءات الإضافة. فإن قيل بقي ستون فما هي الواحدة الزائدة؟ قلت: هي يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ [الزخرف: 68] التي بالزخرف ذكرها في باب ياءات الإضافة وذكرها أيضا في باب ياءات الزوائد.
فيسري إلى الدّاع الجوار المناد يهد ... ين يؤتين مع أن تعلّمني ولا
وأخّرتني الإسرا وتتّبعن سما ... وفي الكهف نبغي يأت في هود رفّلا
سما ودعائي في جنا حلو هديه ... وفي اتّبعوني أهدكم حقّه بلا
شرع بذكر الزوائد مفصلة ياء ياء فأخبر أن المشار إليهم بقوله: سما في البيت الثاني وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو أثبتوا الكلم المذكورة قبل سما وهي تسع كلمات أولها يسري بسورة الفجر و (مهطعين إلى الداعي) [القمر: 8]، (ومن آياته الجواري) [الشورى:
32]، (المنادي من مكان) [ق: 41]، و (قل عسى أن يهديني) [الكهف: 24]، وفيها (أن يؤتيني خيرا من جنتك) [الكهف: 40]، (وأن تعلمني مما علمت) [الكهف: 66]، وبالإسراء (لئن أخرتني إلى) [الإسراء: 62]، وقيده بالإسراء احترازا من التي في المنافقين والكلمة التاسعة قوله تعالى: (ألا تتبعني أفعصيت) [طه: 93]، فهذه تسع