أي هذا باب أحكام اللامات في التفخيم. والترقيق. واعلم أن الأصل في اللام الترقيق عكس الراء:
وغلّظ ورش فتح لام لصادها ... أو الطّاء أو للظّاء قبل تنزّلا
إذا فتحت أو سكّنت كصلاتهم ... ومطلع أيضا ثمّ ظلّ ويوصلا
أخبر أن ورشا غلظ اللام المفتوحة أي فخمها إذا جاء قبلها أحد ثلاثة أحرف وهي الصاد المهملة والطاء المهملة، والظاء وكانت هذه الأحرف مفتوحة أو ساكنة نحو على صلاتهم تابوا وأصلحوا أو يصلبوا آيات مفصلات أن يوصل له طلبا مطلع الفجر بئر معطلة إن طلقكن ظل وجهه فيظللن وشبه ذلك. وأما إذا كانت اللام مضمومة أو مكسورة أو ساكنة نحو لظلوا إلا من ظلم وفظلتم تطلع على قوم يصلى عليكم وصلنا لهم القول وشبه ذلك فإن اللام ترقق لا غير وكذلك إذا كانت هذه الأحرف مضمومة أو مكسورة نحو في ظلل وظلال وعطلت وفصلت فالترقيق لا غير، وقوله: لصادها أي لأجل الصاد الواقعة قبلها إذا تنزل أحد هذه الأحرف الثلاثة قبل اللام المفتوحة غلظت اللام.
وفي طال خلف مع فصالا وعند ما ... يسكّن وقفا والمفخّم فضّلا
أخبر أن ما حالت الألف فيه بين الطاء واللام أو بين الصاد واللام نحو فطال عليهم الأمد وأ فطال عليكم العهد وأن يصالحا وفصالا عن تراض، فإن في ذلك خلافا بين أهل الأداء فذهب بعضهم إلى الترقيق وذهب بعضهم إلى التفخيم وقوله وعند ما يسكن وقفا يعني أن اللام المفتوحة إذا وقعت طرفا ووليها أحد الأحرف الثلاثة نحو يوصل وبطل وظل وسكنت في الوقف فإن فيها وجهين التفخيم والترقيق والمفخم فضلا يعني في هذين النوعين
المذكورين في هذا البيت أحدهما ما يأتي بين حرف الاستعلاء واللام فيه ألف، والآخر ما يسكن لأجل الوقف.
وحكم ذوات الياء منها كهذه ... وعند رءوس الآي ترقيقها اعتلا
أخبر أن اللام المفتوحة إذا أتى قبلها ما يوجب تفخيمها وأتى بعدها ألف منقلبة عن ياء نحو لا يصلاها وشبهه فإن حكمها حكم هذين النوعين يعني أن فيه خلافا وتفخيمها أفضل أن تقع في رأس آية من آي السور الإحدى عشرة المذكورة فإن الترقيق يعتلي فيه مع جواز التفخيم أيضا.
توضيح: جملة الأمر في هذا الفصل أن اللام المفتوحة إذا وقع بعدها ألف منقلبة عن ياء وقبلها حرف مطبق ولم يقع إلا صادا فلا يخلو من أن تقع في غير آي السور المذكورة وفي آي السور المذكورة فإن وقعت في غير آي السور المذكورة ولم تقع إلا في ستة مواضع مصلي بالبقرة في حال الوقف ويصلاها مذموما بالإسراء ويصلي بالانشقاق والغاشية ولا يصلاها في وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى [الليل: 1]، وسيصلي في تبت فلا يخلو القارئ من أن يقرأ ذوات الياء لورش بالفتح أو بالتقليل فإن كان يقرأ بالفتح فلا خلاف