إبدال الياء من الميم:

خبرنا أبو علي بإسناده عن يعقوب1 عن ابن الأعرابي أنه أنشد:

نزور امرءا أمّا الإله فيتَّقِي ... وأما بفعل الصالحين فيأتمي2

قال ابن الأعرابي: أراد: يأتمُّ، فأبدل الميم الثانية ياء.

وقالوا في قول الراجز3:

بل لو رأيتَ الناسَ إذ تُكُمُّوا ... بغُمّة لو لم تُفَرَّج غُمُّوا4

قالوا: أراد: تكمموا، من كممت الشيء إذا سترته، فأبدل الميم الأخيرة ياء مثل "تظنَّيْتُ" فصار في التقدير "تُكُمِّيُوا"، فأسكنت الياء وحذفت، كما تقول: قد تولوا، وتعلوا من: وليت، وعلوت. وقد يحتمل هذا عندي وجها غير القلب، وهو أن يكون "تُكُمُّوا": "تُفُعِّلوا" من كَمَيتُ الشيءَ إذا سترتَه، ومن قولهم "كَمِيّ" لأنه هو الذي قد تَسَتّر في سلاحه، فيكون "تكُمُّوا" على هذا مما لامه مُعتلة، ولا يكون أصله من ذوات التضعيف.

وقال ابن الأعرابي في قول ذي الرمة5:

مُنَطِّقَة بالآي مُعْمَيَّة به ... دياجيرُها الوسطى وتبدو صدورُها6

طور بواسطة نورين ميديا © 2015