الواحد ياء في أول أحوالها، وأنها ليست كـ "دِيماس"1 و"دَياميس" ولا كـ "دِيباج" و"دَيابيج" فيمن نطق بالياء بعد الدال، ويشبه أن يكون سيبويه إنما لم يذكر في الآحاد مثال "فِوْعال" لما لم يجده مُظهرا مصححا، فهذا جواب.

ويحتمل عندي قولهم: "شَوَاريز" قولا آخر على غير هذا المذهب الأول وهو أن يكون "شِيراز" "فِيعالا" والياء في غير مبدلة من راء ولا واو بمنزلة "دِيماس"، وكان قياسه على هذا أن يقولوا في تكسيره "شَيَاريز" كـ "دَياميس"، ولكنهم أبدلوا من الياء واوًا لضرب من التوسع في اللغة، وذلك أن الواو في هذا المثال المكسَّر أعم تصرفا من الياء؛ ألا ترى إلى كثرة ضوارب، وقواتل، وخواتم، وطوابق، وحواطيم، وجواريف2، وسوابيط3، وحوانيت4، ودواليب، وقلة صيارف، وبياطر، وجيائل- جمع جَيْأل، وهي الضبع- فلما ألفت الواو في هذه الأمثلة المكسرة، وكانت أعم تصرفا من الياء قلبت الياء أيضًا في "شياريز" واوًا في "شواريز" كما قلبت الواو أيضًا في نحو هذا من مكسر الأمثلة ياء لضرب من الاتساع في الكلام، فقالوا في جمع "ناطل"- وهو المكيال الصغير الذي يُري فيه الخَمّار شرابَه- "نَيَاطِل"، ولم يقولوا "نَوَاطل" مثل "خواتم" و"دوانق". قال لبيد5:

....... ........ ... تكُرُّ عليهم بالمزاج النياطِلُ6

وقد يجوز أيضًا على هذا أن يكون أصل واحده "شِرّاز" إلا أنهم أبدلوا من الراء الأولى ياء كما ذكرنا، ثم إنهم لما جمعوا أبدلوا الياء المبدلة من الراء واوًا لقرب ما بين الياء والواو، والقول الذي قبل هذا أشبه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015