مفيدة للجمع لأنها نائبة عن "مع" الموضوعة لإفادة الجمع، ولا تجد فيها في هذه الحال معنى العطف، وكذلك إذا كانت للحال نحو قوله تعالى: {يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} [آل عمران: من الآية 154] 1 أي: يغشى طائفة منكم إذ طائفة في هذه الحال. وهذه الواو أيضًا الدالة على معنى الحال غير معراة من معنى الجمع، ألا ترى أن الحال مصاحبة لذي الحال، فقد أفادت إذن معنى الاجتماع. وهذا كله تلخيص أبي علي، وعنه أخذته.

وأما الواو التي بمعنى "مع" فقولهم: استوى الماء والخشبة، وجاء البرد والطيالسة2 ومازلت أسير والنيل، أي: مع النيل، وكيف تكون وقصعة من ثريد، أي: مع قصعة، ولو خليت والأسد لأكلك، أي: مع الأسد، ولو تركت الناقة وفصيلها3 لرضعها، أي: مع فصيلها، وكيف تصنع وزيدًا، أي: مع زيد، واجتمع زيد وأبا محمد على حفظ المال، ومن أبيات الكتاب:

فكونوا أنتم وبنِي أبيكم ... مكانَ الكُليتين من الطحال4

طور بواسطة نورين ميديا © 2015