...................................... ... إلا الخلائفَ من بعد النَّبِيِّينِ1
وهذه أيضًا جمع "نبيّ" على الصحة لا محالة، فكُسِرتْ نون الجمع في هذه الأشياء ضرورة، وأجريت في ذلك مجرى نون التثنية، فلم يوقعوا بينهما فصلا لما ذكرت لك.
فاعرف هذا من حال واو الجمع، فقد تَقَصَّيْتُهُ، وقسمت وجوهه، واغترقت طرق الكلام فيه.
وتزاد الواو في الفعل علامة للجمع والضمير نحو "الرجال يقومون ويقعدون". وتزاد علامة للجمع مجردة من الضمير في قول بعض العرب2: "أكلوني البراغيث"3 وعلى هذا أحدُ ما تُؤُوِّلَتْ عليه الآية {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} [الأنبياء: من الآية 3] 4 فيمن لم يجعل في {وَأَسَرُّوا} ضميرًا.
ومثل ذلك سواء قوله تعالى {ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ} [المائدة: من الآية 71] 5
وقال الشاعر6: