وما قلبت فيه الياء واوًا ما حكاه أبو علي أن أبا الحسن حكاه من قولهم: "مَضَى إنْوٌ من الليل"1 أي: إنْيٌ.
وأخبرنا قال2: قال أحمد بن يحيى: قال ابن الأعرابي: يقال: "إنْيٌ" و"إنًى" و"مِعْيٌ" و"حِسْيٌ"3 و"حِسًى" قال الهذلي4:
حُلْوٌ ومُرٌّ كعطف القِدْح مرَّتُهُ ... بكلِّ إنْيٍ حَذَاهُ الليلُ ينتعِلُ5
إبدال الواو من الياء المبدلة:
وذلك أنك لو أخرجت مصدر "ضارَبْتُ" و"قاتَلْتُ" على أصلهما لقلت: "ضِيراب" و"قِيتال" فقلبت ألف "ضاربت" و"قاتلت" ياء لانكسار ما قبلها، ثم إنك لو سميت بهذين المصدرين، ثم صغرتهما لوجب أن تقول: "ضُوَيْرِيب" و"قُوَيْتِيل" فتقلب الياء واوًا، وتزيل الياء لزوال الكسرة التي كانت قبلها.
فإن قلت: فأنت تعلم أن هذه الياء ليس أصلها واوًا، وإنما هي بدل من ألف "فاعلت" فلم قلبتها واوًا وليست منقلبة عن الواو؟
فالجواب: أنا قد علمنا أن أصل هذه الياء في "فِيعال" ألف في "فاعلت" وأنها إنما صارت ياء لانكسار ما قبلها، فلما زالت الكسرة من قبلها بضمة التصغير لم يمكنك ردها إلى الألف لأجل الضمة قبلها، ولم يبق هناك غير الواو، فقلبت إليها، فقلت: "ضويريب" و"قويتيل" فاعرف ذلك، وقس عليه ما شاكله.