وكذلك قراءة أبي عمرو: "السُّفَهَاءُ وَلا إِنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاء" [البقرة: 13] 1 ومن ذلك قولهم في "آخيتُ زيدًا: وَاخَيْتُهُ" فهذه الواو بدل من الهمزة لا محالة، ولا يجوز أن يكونا أصلين مثل "أكدت" و"وَكَّدت" و"أَرَّخْتُ"2 و"وَرَّخْتُ" وذلك أن لام الفعل من "وَاخَيْتُ" في الأصل إنما هي واو لقولك "أخوانِ" و"إخوة" وإنما قلبت في "واخيتُ" كما انقلبت في "غازيتُ"، فإذا كانت اللام كما ذكرنا واوًا لم يجُزْ أن تكون الواو في "واخيتُ" أصلا، لأنه ليس في كلامهم كلمة فاؤها واو ولامها واو غير قولهم "واو" فاعرف ذلك.
وأما إبدال الواو من الهمزة المبدلة فقولك في تخفيف "يملك أحد عشر: وهو يملك وَحَدَ عَشَرَ" وفي "يضربُ أناةً3: هو يضربُ وناةً" وذلك أن الهمزة في "أحد" و"أناة" بدل من واو، وأصله "وَحَدٌ" لأنه هو الواحد، و"امرأة وَناة" من "الوُنِيّ" وهو الفتور، وذلك أن المرأة توصف بأنها كسول.
ألا ترى إلى قول حسان4:
وتكاد تَكْسَلُ أن تجيء فراشَها ... في جسم خَرْعَبَةٍ وحُسْنِ قوامِ5