قال الراجز1:
قد وردتْ من أمْكِنَهْ ... من ههنا ومن هُنَهْ
إنْ لَم أُرَوِّها فَمَهْ2
أي: ومن هُنا.
وأما قوله "فَمَهْ" فيحتمل أن يكون أراد "فَمَا" أي: فما أصنع؟ أو: فما قدرتي؟ ونحو ذلك. ويجوز أن يكون قوله "فَمَهْ" زجرًا منه، أي: فاكففْ عني، فلست أهلا للعتاب، أو: فَمَهْ يا إنسان، يخاطب نفسه ويزجرها.
وقد ذكرت هذين الوجهين فيما تقدم من هذا الكتاب.
فأما قولهم في الوقف على "أنَ فَعلتُ": "أنا" و"أَنَهْ" فالوجه أن تكون الهاء في "أَنَهْ" بدلا من الألف في "أنا" لأن الأكثر في الاستعمال إنما هو "أنا" بالألف، والهاء قليلة جدًّا فهي بدل من الألف. ويجوز أن تكون الهاء أيضًا في "أَنَهْ" ألحقت لبيان الحركة، كما ألحقت الألف، ولا تكون بدلا منها بل قائمة بنفسها كالتي في قوله تعالى: {كِتَابِيَهْ} 3 [الحاقة: 25] و {حِسَابِيَهْ} 4 [الحاقة: 20] و {سُلْطَانِيَهْ} 5 [الحاقة: 29] و {مَالِيَهْ} 6 [الحاقة: 28] و {مَا هِيَهْ} 7 [القارعة: 10] و {لَمْ يَتَسَنَّهْ} 8 [البقرة: 259] فيمن أخذه من "سنوات" و"مساناة"9 و"أسنَتُوا"10.