وأما أبنان فجبلان متقابلان لا يفارق واحد منهما صاحبه؛ فجريا لاتصال بعضهما ببعض مجرى المسمى الواحد، نحو بكر وقاسم، فكما خص كل واحد من الأعلام باسم يقيده من أمته، كذلك خص هذان الجبلان باسم يقيدهما من سائر الجبال؛ لأنهما قد جريا مجرى الجبل الواحد؛ فكما أن ثبيرا، وهبوا، ويذبل، لما كان كل واحد منهما جبلًا واحدًا أجزاؤه متصل بعضها ببعض خص باسم له لايشارك فيه؛ فكذلك أبانان لما لم يفترق بعضهما من بعض، وكانا لذلك كالجبل الواحد، خصا باسم علم، كما خص يذبل، ويرمرم1، وسحام2، كل واحد منها باسم علم.
أنشد خلف الأحمر3:
لو بأبانين جاء يخطبها ... رمل ما أنف خاطب بدم4
وحال عمايتين -وهما جبلان متناوحان- حال أبانين.
أنشدني أبو علي5:
لو أن عصم عمايتين ويذبل ... سمعًا حديثك أنزلا الأوعالا6